للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفتيا قديمًا وحديثًا في شرق البلاد وغربها، وقد صنف المسلمين على مذاهب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضوان الله عليهم تصانيف لا تحصى، وكذلك على مذاهب غيرهم من فقهاء الإسلام كلّها مشحونة بالدق على أهل الحوادث والبدع كأهل السماع والرقص وغيرها من الحوادث والبدع [ق ١٠٠ / ب] التي أحدثت بعد الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى تفسيقهم، وإن صحّ أنّ أحدًا من المتأخرين بعد أصحاب رسول الله عليه السلام فعل شيئًا من هذه المحدثات والبدع لم يقبل منه ولا كرامة؛ لأنه لا يجوز وقد أخطأ في ذلك كائنا من كان ولا يجوز الاقتداء به ويترك الاقتداء بالأئمة الراشدين الذين أخذوا كلّ شيء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم توثيقًا، وأقول شعرا:

تراهم يضربون الأرض جورًا ... بلا وجد ولا يجدوا ملالةً

إذا حذرتهم بطر العوافي ... أضافوا ذاك منك إلى الجهالة

وقالوا نحن قوم قد وصلنا ... فقلت إلى هواكم (١) لا محالة

فقالوا عن مشايخنا قديمًا ... ورثنا رقصنا لا عن كلالة

فقلت لهم كذبتم في لحاكم ... ... لقد ركبت شيوخكم الضلالة

فقالوا ادرج فما هذا بعش ... لأرباب المعارف والعدالة

وهذا عشنا أكل وشرب ... فقلت ليهنكم عيش الزبالة (٢)

خليلي كف لا تعجل بلومى ... لإنكاري سماع ذوى الإطالة

وتحريم السماع له وجوه ... سناها إن بدا كشف الغزالة

إذا أظهرتها شيوخ سوءٍ ... تراهم منكرين لها جهالة

وإن أنا سمتهم يا صاح يومًا ... شراها استكثروا فيها النخالة

شيوخ الجهل يتبعهم كثير ... وذووا التحقيق لن يصلوا حبالة

ومرتبة السماع [ق ١٠١ /أ] لها شيوخ ... تلوح عليهم منها جلالة

هم أهل الحديث وجاء عنهم ... خطاب أثبتته لنا الرسالة

لهم نطق يؤيّده كتاب ... عزيز لا ترد له مقالة

لهم نطق الوجود ما حواه ... وأدرك سمعهم منه سؤاله

إذا انقطع التناسب بين قوم ... تنافرت الخواطر بالأصالة


(١) بالأصل: " هوائكم ".
(٢) وفي الحاشية: "وهي ما تحمل النملة".

<<  <   >  >>