للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألا فقوم تبلغهم الأحاديث عن رسول الله علي السلام أو عن أصحابه فتركونها ولا يتّبعونها ويتّبعون ما بلغهم عن أقوام جاءوا بعدهم يستتابون، فإن تابوا وإلا قتلوا، وصحّ وثبت أنّ وبرة بن عبد الرحمن قال: كنت جالسًا عند ابن عمر رضي الله عنه فجاء رجل فقال: أيصح لي أن أطوف بالبيت قبل أن آتي الموقف، قال: نعم، قال: فإنّ ابن عباس قال: لا تطف بالبيت حتى تأتي الموقف، فقال ابن عمر: قد حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت قبل أن يأتي الموقف، فبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ق ١٠٣ /أ] "أحقّ أن تأخذ"، أو بقول ابن عباس: إن كنت صادقًا" (١) - وفي لفظ أن وبرة - قال: "سأل رجل ابن عمر أطوف بالبيت وقد أحرمت بالحج؟ قال: "وما يمنعك؟ " فقال: "إني رأيت ابن فلان يكرهه وأنت أحبّ إلينا منه رأيناه قد فتنته الدنيا فقال: "وأينا أو قال: وأيّكم الذي لم تفتنه الدنيا؟ ثم قال: "رأينا رسول الله عليه السلام أحرم بالحجّ وطاف بالبيت وسعى بين الصّفا والمروة فسنة الله عزّ وجل وسنة رسول الله أحقّ أن يتتبع من سنة ابن فلان إن كنت صادقًا" (٢). هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه (٣) إلا أن الاقتداء بعلمائنا وبمشايخنا وبفقرائنا لا يجوز لمن آمن بالله وبرسوله في أمر من الأمور من غير برهان، قال الله عز وجل {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: ١١١]، فكلّ من لم يقم البرهان على ما ادّعى من قولٍ قاله أو من فعلٍ فعله من كتاب الله تعالى، ـ ولا من سنة رسوله عليه السلام ولا من سنة الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم، فهو كذّاب وليس بصادق فيما ادّعى.


(١) أخرجه مسلم في "صحيحه" (٢/ ٥٠٩) (١٢٣٣).
(٢) أخرجه مسلم في "صحيحه" في نفس الموضع السابق.
(٣) لم أقف عليه عند البخاري في "صحيحه".

<<  <   >  >>