للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا حديث مستفيض بالمدينة عن رسول الله عليه السلام لا يأخذ إن تاب وإلا ضربت عنقه وفلانًا [ق ١١٠ / ب] رحمه الله لم يردّ الحديث إنّما تأويله على غير ذلك، فقال له الشامي: من أعلم فلان أو ابن أبي ذئب قال: ابن أبي ذئب في هذا أكثر من فلان وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع وأقوم من فلان بالحقّ عند السلاطين وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر، فلم يهبه أن قال له الحقّ قال: الظلم فاش ببابك، وأبو جعفر أبو جعفر، وقال حماد بن خالد: كان يشبه ابن أبي ذئب سعيد بن المسيب في زمانه [وما كان ابن أبي ذئب] وفلان رحمهما الله عند السلطان، وكان ابن أبي ذئب إذا تكلّم بالحقّ والأمر والنهي وفلان رحمه الله ساكت، وإنّما كان يقال ابن أبي ذئب وسعد بن إبراهيم أصحاب أمر ونهي، قلت: ما يقول أحد في حديثه شيئًا – يعني سعد بن إبراهيم- فقال: كان ثقة في حديثه ورجلاً صالحًا ورعا صدوقًا (١). قال له الشامي: رأيت يزيد بن هارون جاء والإمام يخطب ولم يصلّ ركعتين، فقلت له: أليس حدثتنا بحديث جابر عن النبي عليه السلام "إذا جاء الرجل والإمام يخطب فليصل ركعتين" (٢) وأنت لم تصلّ، فقال: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو حقّ، فقال أبو عبد الله: ليس قول يزيد قرآنًا، فقد ردّ على النبي عليه السلام حديث؛ حيث لم يعمل به. وفيه أن سعيد بن جبير حدّث بحديث النبي عليه السلام، [ق ١١١ /أ] فقال له رجل: أليس قد قال الله عزّ وجل في كتابه كذا وكذا؟ قال: "أحدثك عن رسول الله وتقول قال الله في كتابه كذا وكذا كان رسول الله عليه السلام أعلم بكتاب الله منّي ومنك" (٣)،


(١) ذكره أبو يعلى في "طبقات الحنابلة" (١/ ٢٥١)، والذهبي في "تاريخ الإسلام" (٩/ ٦٠٢).
(٢) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٢/ ٥٧)، ومسلم في "صحيحه" (٢/ ٥٩٦) (٨٧٥) من طريق شعبة، عن عمرو، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه مطولا بنحوه.
(٣) صحيح - أخرجه الدارمي في "سننه" (١/ ٤٧٥) (٦١٠)، واالآجري في "الشريعة" (١/ ٤١٧) (٩٩)، وابن بطة في "الإبانة" (١/ ٢٤٨) (٨١)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (١/ ٢٠٠) (٣٥٠) من طريق حماد بن سلمة عن يعلي بن حكيم عن ابن جبير به، ورواته ثقات، وصحح إسناده الشيخ حسين أسد ..

<<  <   >  >>