للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يخطب فقال: "اللهم إنني قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملوني، اللهم وأرحني منهم وأرحهم مني ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم ووضع يده على لحيته" (١) الكريمة كرم الله وجهه (٢) وحق لمن سلمت من الاغترار [ق ٨ /أ] بالزخارف بصيرته وعمرت بالألطاف والمعارف سريرته (٣)، وحسنت بين العلماء والزهاد سيرته أن يأنَّ مما يرى إلى مدبرة منتفجًا (٤) ويجرأ مما يقاسي إلى مقدّره متوجّعًا يستروح مما يرى خامره (٥)


(١) صحيح - أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٧/ ١٥٤) (١٨٦٧٠) من طريق معمر , عن أيوب , عن ابن سيرين , عن عبيدة , قال: سمعت عليا يخطب فذكره مختصرا بنحوه. ورواته ثقات، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١/ ١٣٧) (١٥٦)، (١/ ١٥١) (١٨٤) من طريق علي بن الحسين بن الحسن الدرهمي، نا أمية بن خالد، نا شعبة، نا الأسود بن قيس، عن جندب، قال: ازدحموا على علي رضي الله عنه، حين وطئوا على رجله فقال فذكره مختصرا بنحوه. وإسناده صحيح.
(٢) قال ابن كثير في "تفسيره" (٦/ ٤٧٨): (وقد غلب هذا في عبارة كثير من النساخ للكتب، أن يفرد علي، رضي الله عنه، بأن يقال: "عليه السلام"، من دون سائر الصحابة، أو: "كرم الله وجهه" وهذا وإن كان معناه صحيحا، لكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة في ذلك؛ فإن هذا من باب التعظيم والتكريم، فالشيخان وأمير المؤمنين عثمان بن عفان أولى بذلك منه، رضي الله عنهم أجمعين).
(٣) بالأصل: وسريرته.
(٤) قال الصاحب بن عباد في "لمحيط": مُنْتَفِجاً: أي مُسْرِعاً.
(٥) وفي الحاشية: أي خالطه ..

<<  <   >  >>