وأهل الأسواق، ونعق إبليس اللعين بأوليائه نعقة، فأجابوه من كل ناحية مطاوعين، وأقبلوا نحوه من كل قاصية مسرعين، فألبسوا شيعًا، وتميّزا قطعًا، وشمتوا بنا أهل الأديان السالفة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وما ذاك إلا عقوبة أصابت القوم عند تركهم أمر الله عز وجل، وصدفهم عن الحق، وميلهم إلى الباطل، وإيثارهم هواهم، ولله عز وجل عقوبات في خلقه عند ترك أمره ومخالفة رسوله، واشتغلت نيران البدع في الدين [ق ١٧ / أ] وصاروا إلى سبيل المخالفين المعاندين؛ فأصابهم ما أصاب من كان قبلهم من الأمم الماضية، وصرنا من أهل العصر الذين وردت فيهم الأخبار، ورويت فيهم الآثار، ألا فهذا هو قول الإمام أبي عبد الله بن بطة رضي الله عنه من خمسمائة سنة فيهم. الله المستعان.