للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فخرج من عنده وكتب إليه بهذين البيتين يقول:

قُلْتُ لِلْمُعْجَبِ لَمَّا ... قَالَ مِثْلِي لَا يُرَاجَعْ

يَا قَرِيبَ الْعَهْدِ بِالمَخْـ ... ـرَجِ لِمَ لَا تتواضع (١)

فهذا عالم بما عنده لكنه يصير بهذه الأخلاق الطبيعية التي لم يهذبها بالرياضة وعلم الخشية من شرار العلماء حتى أنه ربما ضنَّ (٢) بعلمه فيبتلى ببذله لأهل الدنيا وصحبة السلاطين للحشمة (٣) والجاه؛ لإدراك المنى، فليس من خيار العلماء، فإذا ضم الحلم إلى العلم تكامل خيره، فتزايد جماله، فاستنار علمه. كما روي: "ما ضمّ شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم" (٤)


(١) ذكر ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص/٩٧) (٩٩) بسنده عن الخرائطي أنه أنشد هذين البيتين لمنصور الفقيه.
(٢) بالأصل: " ظنَّ ".
(٣) في الحاشية: "الحشمة بالكسر: الهيبة، والحرمة، والاستحياء".
(٤) ضعيف جدا - رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١/ ٥٠٤) (٨٠٥) من طريق حسين بن مبارك، نا إسماعيل بن عياش، حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل مرفوعا مطولا بنحوه، وفيه حسين بن مبارك قال عنه ابن عدي: " حدث بأسانيد ومتون منكرة عن أهل الشام"، وفيه أيضا انقطاع بين خالد ومعاذ. ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ٢٢٤) من طريق محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا النضر بن هشام، ثنا إبراهيم بن حيان بن حكيم بن حنظلة، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده مرفوعا بنحوه. قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (٣١٧٠): "وهذا إسناد موضوع؛ آفته إبراهيم بن حيان، ضعفه ابن عدي في "الكامل"، وساق له حديثين آخرين، وأشار إلى غيرهما وقال: "عامتها موضوعة". ومن فوقه لا يعرفون".
ورواه الطبراني في "الأوسط" (٥/ ١٢٠) (٤٨٤٦)، وفي "الصغير" (٢/ ٢١) (٧٠٧) من طريق عبدالوهاب بن رواحة قال: نا أبو كريب قال: نا حفص بن بشر قال: نا حسن بن حسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي مرفوعا بنحوه، وفيه مجاهيل.

إلا أن هذ القول صح من قول عطاء عند الدارمي وغيره.

<<  <   >  >>