للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضمن أفضل الأعمال إلى الله كما سبق ذكره (١)!!

ونجد أيضًا أن الفقهاء الإمامية الذين يفتون بجواز المتعة واستحباب العمل بها؛ لا يرضون شيئًا كهذا بالنسبة لبناتهم وأخواتهم وقريباتهم! بل يرون فيها أمرًا مهينًا مشينًا يتنافى وكرامة العائلة وشرف الأسرة، وقد تسيل الدماء في بعض المناطق الشيعية إذا سأل المرء شيئًا كهذا من فقيه هو سيد قومه (٢).

ويقول شيخهم محمد جواد مغنية - الذي كان في حياته رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت: «إن المتعة ليست بشائعة في بلادهم، وإنما الزواج الشائع بينهم هو الزواج الدائم المعروف المألوف عند جميع الطوائف والأمم، ولا أثر لها في محاكمهم الشرعية»، «ولم تستعمل المتعة شيعة سوريا ولبنان ولا العراق، والمنقول أن بعض المسنات في بلاد إيران يستعملن المتعة» (٣).

وهناك نصوص أخرى عندهم في أمر المتعة تمثل الالتحام والوئام مع فئات الأمة، فهذا أبو عبد الله جعفر الصادق الذي ينسبون له القول بجواز المتعة؛ نجده يوبخ أصحابه بارتكابهم هذه المتعة فيقول: «دعوها، أما يستحيي أحدكم أن يرى في موضع العورة، فيحمل ذلك على صالحي إخوانه وأصحابه» (٤). وعدَّ اقتراف المتعة بأنها تدنس النفس؛ فعن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة فقال: «لا تدنس بها نفسك» (٥)، وقررت نصوصهم أن المتعة مصدر ذل للمرأة، فقالت: «لا تتمتع بالمؤمنة فتزلها» (٦)، وتحذر نصوصهم من آثار المتعة على الأسرة، فنجد إمامهم


(١) انظر: ما سبق من مبحث الأحاديث التي استدلوا بها لإباحة نكاح المتعة
(٢) انظر: الشيعة والتصحيح: (ص ١١٣) للدكتور موسى الموسوي (ط لوس أنجلوس ١٩٨٨ م).
(٣) الشيعة في الميزان: (ص ٣٥٨).
(٤) الكافي: (٥/ ٤٥٣) باب أنه يجب أن يكف عنها من كان مستغنيًا!! (ط. دار الأضواء)، وسائل الشيعة: (١٤/ ٤٥٠)، يقول معلق كتاب الكافي في هامشه في قوله: (أن يرى في موضع العورة): «أي يراه الناس في موضع يعيب من يجدونه فيه لكراهيتهم للمتعة فيصير ذلك سببًا للضرر عليه وعلى إخوانه وأصحابه الموافقين له في المذهب» اهـ. (٥/ ٤٥٣).
(٥) بحار الأنوار: (١٠٠/ ٣١٨)، وسائل الشيعة: (١٤/ ٤٥٠) (هامش).
(٦) تهذيب الأحكام: (٧/ ٢٢٧)، حديث رقم (١٠٨٩)، والاستبصار: (٣/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>