وهل مريم أفضل أم خديجة؟ قال السبكي: مريم، واختلف في نبوتها، فإن كانت نبية فهي أفضل، وإن لم تكن فالأقرب أنها أفضل أيضاً، لذكرها بالقرآن، وشهادته بصديقتها.
وأفاد شيخنا العلامة الجلال السيوطي: أن علم الدين العراقي قال: إن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة باتفاق، ونقل عن مالك أنه قال: لا أفضل على بضعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أحد، وأفضل نسائه بعدها خديجة وعائشة وزينب كما قاله الشيخ برهان الدين الحلبي.
لكن ظاهر الكلام السبكي أن حفصة أفضل بعد عائشة فإنه قال بعد ذكره فاطمة وخديجة وعائشة، وأما بقية الأزواج فلا يبلغن هذه المرتبة، وان كن خير نساء هذه الأمة بعد هؤلاء الثلاثة، وهن متقاربات في الفضل، لا يعلم حقيقة ذلك إلا الله، لكن نعلم بحفصة بنت عمر من الفضائل تعتبر فما أشبه أن تكون هي بعد عائشة.
(١) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (زوائد الهيثمي) (٢/٩٠٩، رقم ٩٩٠) عن هشام بن عروة عن أبيه.