للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المجلس الثاني والثلاثون]

في ذكر اخنلاف العلماء في حياة الخضر، وفي ذكر فضائله

وفي ذكر سبب حياته، وفي ذكر حياة بعض الأنبياء غيره

باب ما ذكره في ذهاب موسى في البحر إلى الخضر وقوله تعالى ?هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً? [الكهف: ٦٦]

قال العلماء: الخضر بفتح الخاء وكسر الضاد ويجوز إسكان الضاد مع كسر الخاء وفتحها.

وسبب تلقيبه بالخضر: أن جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهز من خلفه خضراء (١) والفروة: وجه الأرض. وقيل: إنبات المجتمع اليابس.

وقيل: سبب تلقيبه بذلك أنه كان إذا صلى اخضر ما حوله.

وكنيته: أبو العباس واسمه بنيا بن ملكان، وهذا هو المشهور.

وقيل: كان اسمه إلياس، وقيل: اليسع، وسمي بذلك لأن علمه وسع ست سماوات وست أرضين، ووهاه ابن الجوزي، وقيل: عامر، وقيل: أحمد، ووهاه ابن دحية بأنه لم يسم قبل نبينا - صلى الله عليه وسلم - أحد أحمد، وقيل غير ذلك.

واختلفوا فيه هل كان نبيناً أو ولياً أم من الملائكة؟


(١) ورد في هذا المعنى حديث أخرجه البخاري في صحيحه (٣/١٢٤٨، رقم ٣٢٢١) ، واللفظ له، والترمذي في سننه (٥/٣١٣، رقم ٣١٥١) وقال: حسن صحيح. وأحمد (٢/٣١٢، رقم ٨٠٩٨) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء» .
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/٢٠٩، رقم ١٢٩١٤) عن ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>