للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فينجلي عن جبريل ... الحديث (١) .

فعرف بمجموع هذه الآثار اختصاص جبريل من بين الملائكة بالوحي إلى الأنبياء وعرف بها أيضاً أن جبريل إنما يتلقي الوحي عن الله تعالى بواسطة إسرافيل، وإن إسرافيل إنما يتلقي عن الله بواسطة اللوح المحفوظ، فالعباد يتلقون الأحكام الشرعية وغيرها عن الرسل، والرسل عن جبريل، وجبريل عن إسرافيل، وإسرافيل عن اللوح، واللوح عن الحق سبحانه وتعالى.

فائدة: نقل الواحدي في تفسبره: «أن اللوح المحفوظ من درة بيضاء، ودفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابته نور الله فيه كل يوم ثلاثمائه نظرة» (٢) .

وزاد غيره: «يخلق فيها ويرزق ويحيى ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء فذلك قوله تعالى ?كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ? [الرحمن: ٢٩] » .

وذكر غيره: «أن طوله ما بين السماء والأرض سبع مرات، معلق بالعرش مكتوب فيه إلى يوم القيامة» (٣) .

فائدة أخرى: قال بعض العلماء: نزل جبريل - عليه السلام - على آدم اثنتي عشرة مرة ونزل على إدريس أربع مرات، ونزل على نوح خمسين مرة، ونزل على إبراهيم أربعين مرة منها مرتان في صغره، ونزل على موسى أربعمائه مرة، ونزل على عيسى عشر مرات ثلاثاً في صغره وسبعاً في كبره ونزل على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أربعة وعشرين مرة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

فائدة أخرى: أشرف الملائكة وأكرمهم أربعة جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ويدل ذلك ما أخرجه أبو الشيخ عن عكرمة بن خالد أن رجلاً قال: يا رسول الله أي: الملائكة أكرم على الله؟ فقال: «جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، فأما جبريل فصاحب الحرب وصاحب المرسلين، وأما ميكائيل فصاحب كل قطرة تسقط وكل ورقة تنبت، وأما ملك الموت فهو موكل بقبض روح كل عبد في بر وبحر هو عزرائيل (٤) .

أما إسرافيل فأمين الله بينه وبينهم وجبريل أشرف الملائكة لوجوه:

الأول: أنه صاحب الوحي إلى الأنبياء كما وصفه الله بذلك بقوله ?نَزَلَ بِهِ


(١) رواه ابن المبارك في الزهد (ص: ٥٥٧، رقم ١٥٩٨) عن حيان بن أبي جبلة.
ورواه أيضاً: الطبري (٢/١٠) في تفسيره عنه.
(٢) رواه البغوي في تفسيره (٤/٤٧٢) عن ابن عباس.
(٣) رواه البغوي في تفسيره أيضاً (٤/٤٧٢) عن ابن عباس.
(٤) رواه أبو الشيخ في العظمة (٣/٨١١) عن عكرمة بن خالد.

<<  <  ج: ص:  >  >>