للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا مما خصه الله بدون سائر الأنبياء والمرسلين.

وكل الله تعالى بقبره كل يوم وليلة ملائكة ينزلون إليه ويصلون عليه فقد نقل عن كعب الأحبار أنه قال: «ما من فجر إلا نزل سبعون الفاً من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا أمسوا عرجوا، وهبط سبعون ألف حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم -، سبعون ألفاً بالليل وسبعون ألفاً بالنهار، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً يزفونه» وفي لفظ «يوقرونه» رواه البيهقي في الشعب وغيره (١) .

وقد وكل بكل آدمي عشرة ملائكة بالليل وعشرة بالنهار، واحد عن يمينه وواحد عن شماله، واثنان من بين يديه، ومن خلفه، واثنان على شفتيه، واثنان على جبينه، وآخر قابض على ناصيته فإن تواضع رفعه وان تكبر وضعه، والعاشر يحرسه من الحيتان تدخل يعني إذا نام.

وقيل: إن كل إنسان معه ثلاثمائة وستون ملكاً.

فائدة أخرى: سئل الحافظ العلامة ولي الدين العراقي بمكة المشرفة فقيل له: هل الملائكة خلقوا دفعة واحدة ويكون موتهم كذلك أم خلقوا شيئًا فشيئًا ويكون موتهم شيئًا فشيئًا؟

فأجاب: بأنه لم يثبت في ذلك شيء ولا يجوز الهجوم عليه بمجرد الاحتمال، ولا مجال للظن فيه.

فائدة أخرى: هل يقع نكاح بين والجن وبين الإنس والملائكة؟

قال الدميرى: أفاد بعض العلماء أن التناكح قد يقع بين الإنس والجن بدليل قوله تعالى ?وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ? [الاسراء: ٦٤] قال: فإن نساء الجن إذا عشقت رجال الإنس تتعرض لصرعهم لأجل الجماع، وكذلك رجال الجن لنساء الإنس، قال: وأما الإنس والملائكة فلا يقع بينهم نكاح لعدم الشهوة فيهم وذهب بعضهم إلى أنه يقع بدليل أن ذا القرنين كانت أمة آدمية وأبوه من الملائكة.

قال أبو الفرج بن الجوزي: خلق الله الخلق على أربعة أصناف، صنف منهم


(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٣/٤٩٢، رقم ٤١٧٠) عن كعب الأحبار.
وأخرجه أيضاً: الدارمي في سننه (١/٥٧، رقم ٩٤) ، وأبو الشيخ في العظمة (٣/١٠١٩) ، وابن المبارك في الزهد (١/٥٥٨، رقم ١٦٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>