للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن فضائلها ما ذكره في عقائق الحقائق: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تزوج خديجة كثر كلام الحساد فيها فقالوا: إن محمداً فقير قد تزوج بأغنى النساء فكيف رضيت خديجة بفقره فلما بلغها ذلك أخذتها الغيرة على محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يعير بالفقر، فأحضرت سادات الحرم، وأشهدتم أن جميع ما تملكه لمحمد، فإن رضي بفقري فذلك من كرم أصله فتعجب الناس منها، وانقلب القول فقالوا: محمد أمسى من أغنى أهل مكة وخديجة أمست من أفقر أهلها فأعجبها ذلك، وإلى ذلك أشار الله بقوله جل ذكره ?وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى? [الضحى: ٨] على قول.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بم أكافئ خديجة؟ فجاءه جبريل وقال: إن الله يقرئك السلام ويقول: مكافأة خديجة علينا فانتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - المكافأة فلما كان ليلة المعراج ودخل الجنة وجد قصراً مد البصر فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فقال: يا جبريل لمن هذا القصر؟ قال: لخديجة، فقال: هنيئاً لها لقد أحسن الله مكافآتها.

ومن فضائلها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لخديجة: هذا جبريل يقرئك السلام من ربك فقالت: الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام، إنما قالت: السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام (١) .


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/١٣٨٩، رقم ٣٦٠٩) ، ومسلم في صحيحه (٤/١٨٨٧، رقم ٢٤٣٢) عن أبي هريرة، قال مسلم عقبه: قال أبو بكر في روايته عن أبي هريرة ولم يقل: «سمعت» ، ولم يقل في الحديث: ومني.
وأخرجه أيضاً: أحمد (٢/٢٣٠، رقم ٧١٥٦) ، وأبو يعلى (١٠/٤٧٧، رقم ٦٠٨٩) ، وابن أبي شيبة (٦/٣٩٠، رقم ٣٢٢٨٧) ، وابن عساكر في التاريخ (٥٠/١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>