للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها: أن من زاره حط الله عنه أوزاره، ومن صلى فيه كفر الله عنه ذنوبه، ولنا عوداً إلى كلام على فضائله في المجالس الآتية.

قال العلماء: حديث هرقل الذي ساقه البخاري هنا حديث جليل مشتمل على كثير من الفوائد، قال ابن رجب (١) : من أظن أن هذا الحديث سمر من الأسمار وخبر من الأخبار لا يتضمن علماً كما يحكى عن بعض المتأخرين فهم في غاية الجهل والعمى والطغيان، وإنما أخرجه البخاري في بدء الوحي إن لم يكن فيه بدء الوحي لتضمنه من أعلام النبوة وبراهنيها.

فائدة: هرقل قيل: كان ساكناً في مدينة في مدينة حمص، وكانت دار ملكة وكانت في زمانهم أعظم من دمشق وكان فتحها على يد أبي عبيدة بن الجراح سنه ستة عشر بعد قصة هرقل بعشر سنين، سميت بحمص باسم رجل من العمالقة اسمه: حمص بن المهر بن حاف، كما سميت حلب بحلب بن المهر، قاله ابن الملقن.

فائدة: دخل مدينة حمص من الصحابة تسعمائة رجل قاله الثعلبي.

فائدة أخرى: حمص هي إحدى مدائن الجنة الخمسة ورد عن كعب الأحبار: «خمسة مدن في الدنيا في الجنة مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق وحمص، وخمسة مدن في الدنيا في النار رومية وقسطنطينية وهي أسطنبول وأنطاكيه وصنعاء وتدمر» قيل: المراد بأنطاكية المحترقة لا هذه، وبصنعاء بلد بأرض الروم لا صنعاء اليمن.

فائدة أخرى: ورد في مسند أحمد بن حنبل لكن ضعيف أن من أهل حمص سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب (٢) .


(١) ابن رجب هو: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي ثم الدمشقي، أبو الفرج، زين الدين: حافظ للحديث، من العلماء. ولد في بغداد سنة: ٧٣٦ هـ‍، ونشأ وتوفي في دمشق في سنة: ٧٩٥ هـ‍، من كتبه: شرح جامع الترمذي وجامع العلوم والحكم في الحديث، وهو المعروف بشرح الأربعين، وفضائل الشام، والإستخراج لأحكام الخراج، والقواعد الفقهية، ولطائف المعارف، وفتح الباري شرح صحيح البخاري لم يتمه، وذيل طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى، والاقتباس من مشكاة وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس، وأهوال القبور، وكشف الكربة في وصف حال أهل الغربة رسالة في شرح حديث بدأ الإسلام غريباً، والتوحيد، ورسالة في معنى العلم.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (١/١٩، رقم ١٢٠) عن حمزة بن عبد كلال قال سار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى الشام ... فذكر قصة لعمر فيها: فسمعته يقول: ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه لأن الطاعون فيه، ألا وما منصرفي عنه مؤخر في أجلي، وما كان قدومه معجلي عن أجلي، ألا ولو قد قدمت المدينة ففرغت من حاجات لا بد لي منها فيها لقد سرت حتى أدخل الشام ثم أنزل حمص فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفاً لا حساب ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث الأحمر منها» .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/٦١) رواه أحمد وفيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف.
وأخرجه أيضاً: البزار (١/٤٤٩، رقم ٣١٧) بنحو لفظ أحمد إلا أنه قال: «تسعين ألفاً» .
وأعله الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/٤٠٨) بعد عزوه للبزار بأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم أيضاً.
وأخرجه من طريق آخر ليس فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الحلكم في المستدرك (٣/٩٥، رقم ٤٥٠٤) من طريق راشد بن سعد أن أبا راشد حدثهم يرده إلى معدي كرب بن عبد كلال أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سافرنا مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - آخر سفره إلى الشام ... فذكره وأعقبه بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>