خرج أبو حفص النيسابوري يوماً فرأى يهودياً مغشياً عليه فلما أفاق سئل عن ذلك فقال: رأيت رجلاً عليه لباس العدل، ورأيت عليّ لباس الفضل، فخشيت أن يبدل الله لباسي بلباسه.
لطيفة: دخل يهودي على بعض الصالحين، وفي يديه قلم يبريه فقال الرجل الصالح لليهودي: أسلم وإلا أقطع رأس القلم فامتنع اليهودي من الإسلام، وقال للرجل الصالح: اقطع رأس القلم فقطعه فوقع رأس اليهودي عن جسده، قالها في روض الأفكار.
لطيفة أخرى: قال النسفي: مر بعض العباد على رجل يعبد بقرة من دون الله تعالى فقال: قل لا إله إلا الله، فقال: لا، فقال العابد: بحق لا إله إلا الله يا بقرة كوني جمرة نار فكانت بإذن الله تعالى، فقال له: قل لا إله إلا الله وإلا فتصير مثلها.
لطيفة غريبة: ذكر ابن جماعة في كتابه أنس المحاضرة: أن يهودياً كان له دين على شخص من الصالحين يقال له: إبراهيم الآجري كان يصنع «الكلس»(١) ، فجاء اليهودي إليه وطلب من دينه فقال له إبراهيم: أسلم، فقال له: أرني شيئاً أعرف به شرف الإسلام وفضله على ديني قال له: وتفعل، قال: نعم، قال: هات رداءك، فأخذ رداء اليهودي فجعله في رداء نفسه ولف رداءه عليه ورمى الردائين في النار، نار الأتون، ثم دخل بعد أن ألقاه في الأتون وداس على جمر النار، واليهودي ينظر إليه فأخذ الردائين وخرج من النار ففتح رداء نفسه فإذا هو صحيح، وأخرج رداء اليهودي من وسط ردائه فإذا هو حراق أسود فلما رأى اليهودي ذلك أسلم.
حكاية في المعنى: نقل الإخباريون أنه كان ببلد الهند شيخ كبير يعبد صنماً دهراً طويلاً، ثم حصل له أمر مهم وشده يوماً من الأيام فاستغاث به فلم يغثه فقال: أيها الصنم ارحم ضعفي، فقد عبدتك دهراً طويلاً، فلم يجب فانقطع عند ذلك رجاؤه منه، ونظر الله بعين الرحمة فخطر بباله بأن يدعو الصمد، فرمق بطرفه نحو السماء، وقد وقع في الخجل وقال: يا صمد فسمع صوتاً من الهواء يقول: لبيك يا عبدي أطلب ما تريد فأقر لله بالوحدانية فقالت الملائكة: ربنا دعى صنمه دهراً طويلاً ولم يجبه، ودعاك مرة واحدة فأجبته، فقال يا ملائكتي: إذ دعى الصنم فلم يجبه، ودعى الصمد فلم يجبه فأي
(١) قال ابن منظور في لسان العرب (٦/١٩٧) : «الكِلْسُ» : مثل الصَّارُوج يُبْنَى به، وقيل: الكِلْسُ الصَّارُوجُ، وقيل: الكِلْسُ ما طُلِيَ به حائط أَو باطن قصْر شِبْهُ الجِصِّ من غير آجُرَ.