للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى قرية وبلد يسمي نفسه وأباه باسم غير الاسم السابق.

قال ابن عبد البر: لم يختلف في اسم في الجاهلية ولا في الإسلام كالاختلاف في اسمه، روي عنه أنه قال: «كان اسمي في الجاهلية عبد شمس، وسميت في الإسلام عبد الرحمن» .

واسم أمه ميمونة وقيل: أميمة وقد أسلمت بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها بعد أن كانت تتكلم في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لا يليق.

قيل: إن أبا هريرة جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي أسمعتني فيك ما أكره، فقال: «اللهم اهد أم أبي هريرة» (١) قال: فخرجت أعدو لأبشرها فرأيت الباب مردوداً فلما أحست بي خرجت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فرجعت وأنا أبكي من الفرح كما كنت أبكي من الحزن، وقلت: يا رسول الله قد استجاب الله دعاك، أدع لي أن يحببني أنا وأمي إلى المؤمنين، فما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وهو يحبنا.

وهو أزدي دوسي يماني مدني، قال - رضي الله عنه - نشأت يتيماً وهاجرت مسكيناً وكنت أجير البرة بنت غزوان خادماً لها في مالها، فزوجنيها الله فالحمد لله الذي جعل الدين قواماً، وجعل أبي هريرة إماماً.

وكان يخطب على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة ويشكر الله على ما أعطاه فيقول: «الحمد لله الذي هدى أبي هريرة في الإسلام، وعلمه القرآن ومنَّ عليه بمحمد - صلى الله عليه وسلم - الحمد لله الذي أطعمني الخمير، وألبسني الحبير، الحمد لله الذي زوجني بنت غزوان بعد ما كنت أجيراً لها بطعام بطني.

قدم المدينة عام خيبر وأسلم بها سنة ستة، وشهد خيبر مع رسول الله صلى - صلى الله عليه وسلم - ثم لزمه وواظب عليه أناء الليل والنهار، ولا يشغله عنه أهل ولا مال، وصبر على الفقر الشديد حتى أفضى به إلى الظل المديد، وكان عريف أهل الصفة، وكان يدور مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في هذا الصحيح، وكان - رضي الله عنه - حريصا على سماع الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد ورد في هذا الصحيح عنه - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول الله: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا


(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/١٩٣٨، رقم ٢٤٩١) ، وأحمد في مسنده (٢/٣١٩، رقم ٨٢٤٢) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>