للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بماء البحر لمزجته» (١) أي: خالطتة مخالطة يتغير بها طعمه وريحه لشدة نتنها وقبحها. رواه الترمذي وحسنه وصححه.

فهذا حديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة إذا كان هذا شأن كلمة هي في المقول فيها، فإن عائشة قالت عنها: إنها قصيرة وكانت قصيرة، فكيف حال من يتكلم في غيره بكلمة مفتراه فيه، إنا لله وإنا إليه راجعون من كلمة توقع الإنسان في الهلاك.

وجاء في حديث عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا أخي يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» (٢) رواه أبو داود.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله» (٣) رواه مسلم.

قال العلماء: وسامع الغيبة شريك المغتاب فكما تحرم الغيبة يحرم استماعها، ويجب إنكارها إن لم يخف ضرراً وإن خاف ضررا فارق ذلك المجلس، فإن لم يقدر على المفارقة بذكر أو غيره لا يضره بعد ذلك السماع من غير استماع، فيجب على كل من سمع غيبة أخيه أن يرى باباً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن من فعل ذلك فقد فار فوزاً عظيما، فقدر ورد في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة» (٤)

رواه الترمذي وقال حديث حسن.


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٤/٢٦٩، رقم ٤٨٧٥) ، والترمذي في سننه (٤/٦٦٠، رقم ٢٥٠٢) ، وأحمد في مسنده (٦/١٨٩، رقم ٢٥٦٠١) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/٣٠١، رقم ٦٧٢١) عن عائشة.
(٢) أخرجه أبو داود فس سننه (٤/٢٦٩، رقم ٤٨٧٨) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
وأخرجه أيضاً: أحمد في مسنده (٣/٢٢٤، رقم ١٣٣٦٤) ، والطبراني في المعجم الأوسط (١/٧، رقم ٨) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/٢٩٩، رقم ٦٧١٦) ، والديلمي في مسند الفردوس (٣/٤٣٠، رقم ٥٣١٩) ، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (٦/٢٦٥، رقم ٢٢٨٦) .
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/١٩٨٦، رقم ٢٥٦٤) ، والترمذي في سننه (٤/٣٢٥، رقم ١٩٢٧) ، وابن ماجه في سننه (٢/١٢٩٨، رقم ٣٩٣٣) ، وأحمد في مسنده (٢/٢٧٧، رقم ٧٧١٣) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/٩٢، رقم ١١٢٧٦) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه الترمذي في سننه (٤/٣٢٧، رقم ١٩٣١) عن أبي الدرداء وقال: هذا حديث حسن.
وأخرجه أيضاً: أحمد في مسنده (٦/٤٤٩، رقم ٢٧٥٧٦) ، والحارث في مسند (٢/٨٣٦، رقم ٨٨١) ، والبيهقي في شعب الإيمان (٦/١١٠، رقم ٧٦٣٤) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٧/٢٥٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>