للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورحمته، ولا يدخل النار ولكن يردها كما قال تعالى: ?وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِياًّ? [مريم: ٧١] ، وفي الورود خلاف يأتي الكلام عليه، وإن مات مصراً على كبيرة فهو إلى الله تعالى إن شاء سامحه وعفا عنه وأدخله مع أول الداخلين، وإن شاء عاقبه في النار ثم أخرجه وأدخله الجنة، ولا يخلد أحد في النار مات على التوحيد.

وفيه دليل وإشارة إلى أنه لا يشهد أحد لأحد بأنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من ورد النص فيه بعينه كالعشرة المبشرون بالجنة وغيرهم ممن ورد أنه من أهل الجنة فيشهد لهم بذلك، أو ورد أنه من أهل النار كأبليس وأبي جهل وفرعون فيشهد لهم بالنار، ومن عداهم أمرهم إلى الله تعالى.

اللهم اختم اعمالنا بالصالحات، وكفر عنا الخطايا والسيئات، لا تؤاخذنا بما ارتكبناه من الزلات، ووقفنا إلى التوبة قبل الممات، يا من يقبل التوبة من عبادة ويعفو عن السيئات.

جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون» (١) .

وجاء في الحديث أيضاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من أذنب ذنباً فأوجعه قلبه غفر الله له ذلك الذنب، وإن لم يستغفر» (٢) .

وأفاد بعض العلماء: أن آدم عليه الصلاة والسلام لما هبط إلى الأرض بكى على ذنبه وقال: يا رب إني تبت وأصلحت فاقبلني، فأوحى الله إليه: يا آدم إني كتبت على عرشي من قبل أن أخلق السماوات والأرض: وإني لغفار لمن تاب، يا آدم احشر التائبين ضاحكين مستبشرين، ودعاؤهم مستجاب.

وذكر الإمام حجة الإسلام الغزالي في الإحياء: العبد إذا كان مسرفاً على نفسه وأراد أن يتوب فيرفع يديه ويقول: يا رب حجبت الملائكة صوته أولاً وثانياً وثالثاً،


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٤/٦٥٩، رقم ٢٤٩٩) عن أنس، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن مسعدة عن قتادة، وابن ماجه في سننه (٢/١٤٢٠، رقم ٤٢٥١) ، وأحمد في مسنده (٣/١٩٨، رقم ١٣٠٧٢) ، وأبو يعلى في مسنده (٥/٣٠١، رقم ٢٩٢٢) ، والحاكم في المستدرك (٤/٢٧٢، رقم ٧٦١٧) وصححه.
(٢) لم نقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>