للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامسة: نقل شهاب الدين الأذرعي (١) عن فتاوى ابن البزري (٢) أنه يجب على الرجل أن يأمر زوجته بالصلاة، قال تعالى: ?وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا? [طه: ١٣٢] وقال تعالى: ?يَا أيها الَّذِينَ آمنوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً? [التحريم: ٦] قال: فإن أصرت على تركها فعليه إن يطلقها.

السادسة: وهي واقعة وقعت أيام الشيخ الإمام العالم الصالح سيدي عبد العزيز الديريني (٣) : شخص حلف بالطلاق أن لا يدخل على زوجته إلا في يوم مشؤم غير مبارك، فسأل العلماء عن ذلك فقالوا جميع الأيام مباركة متى ما دخلت عليها في يوم من الأيام وقع عليك الطلاق، ثم سئل الشيخ عبد العزيز الديريني فقال له: صليت اليوم شيئاً من الصلوات فقال: لا. فقال له الشيخ: ادخل عليها ولا يقع عليك الطلاق لأنه يوم مشؤم عليك غير مبارك بتركك الصلاة فيه.

لطيفة من نزهة المجالس: ركب بعض الأكابر في البحر، فرأى السمك يأكل بعضه بعضاًَ فتوهم أن القحط وقع في البحر، فهتف به هاتف أنه قد شرب من البحر رجل تارك الصلاة فلما علم ملوحته قذفه من فمه في البحر، فوقع القحط من ذلك في الماء الذي قذفه من فمه فيه.

أخرى: قال في نزهة المجالس: مر عيسى - عليه السلام - على قرية كثيرة الأشجار والأنهار والأرزاق فأكرمه أهلها فعجب من طاعتهم، ثم مر عليهم بعد ثلاث سنين فرأى الأشجار يابسة والأنهار ناشفة وهي خاوية على عروشها فتعجب من ذلك، فأوحى الله إليه أن قد مر على هذه القرية رجل تارك الصلاة فغسل وجهه في عينها فنشفت، ويبست الأشجار وخربت القرية، يا عيسى لما كان تارك الصلاة سبب لهدم الدين كان سبباً لخراب الدنيا.

أخرى: قال أبو الليث السمرقندي: حكي أن رجلاً دفن أختاً له ثم ذكر أنه نسي كيساً له في قبرها، فأتى القبر فنبشه فوجد الكيس، ثم رفع ما على اللحد فرأى القبر يشتعل ناراً، فسأل أمه عن عمل أخته، فقالت: كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي بطهارة كاملة، وتأتي أبواب الجيران لتسمع حديثهم لتمشي بالنميمة.

قال شيخ الإسلام ابن حجر في فتح الباري في الكلام على التشهد: فائدة: قال القفال في فتاويه: ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين، لأن المصلي يقول: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولابد أن يقول في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فيكون مقصراً بخدمة الله وفي حق رسوله وفي حق نفسه وفي حق كافة المسلمين


(١) الأذرعي هو: أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد، أبو العباس، شهاب الدين الأذرعي فقيه شافعي، ولد بأذرعات بالشام سنة: ٧٠٨ هـ‍، وتفقه بالقاهرة، وولي نيابة القضاء بحلب، وراسل السبكي بالمسائل الحلبيات وهي في مجلد، وجمعت فتاويه في رسالة، وله من المصنفات: جمع التوسط والفتح، بين الروضة والشرح في عشرون مجلداً، وشرح المنهاج شرحين أحدهما: غنية المحتاج، والثاني: قوت المحتاج، وفي كل منهما ما ليس في الآخر. وعاد إلى القاهرة سنة ٧٧٢ هـ‍، ثم استقر في حلب إلى أن توفي سنة ٧٨٣ هـ‍.
(٢) هو: عمر البزري واسمه: عمر بن محمد بن أحمد بن عكرمة البزري، فقيه شافعي، كان إمام جزيرة «ابن عمر» وفقيهها ومفتيها، مولده في سنة ٤٧١ هـ، في هذه الجزيرة، ووفاته فيها أيضاً سنة: ٥٦٠ هـ‍، له من المؤلفات: الأسامي والعلل، وشرح إشكالات المهذب للشيرازي.
(٣) الديريني هو: عبد العزيز بن أحمد بن سعيد الدميري المعروف بالديريني، فقيه شافعي من الزهاد. نسبته إلى «ديرين» في غربية مصر ولد بها سنة: ٦١٢هـ‍، ووفاته سنة: ٦٩٤ هـ‍، وقبره بها، ومن كتبه: التيسير في علم التفسير وهو كتاب به أرجوزة تزيد على ٣٠٠٠ بيت، في غريب القرآن ومعانيه، والدرر الملتقطة في المسائل المختلطة وطهارة القلوب، والخضوع لعلام الغيوب في التصوف، وإرشاد الحيارى.

<<  <  ج: ص:  >  >>