للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: أن المراد به النزول عند مجالس العلم وترك الطيران.

الرابع: أن المراد به إظلالهم بها، فمعنى تضع أجنحتها على هذا القول تجعلها فوق رأسه كالظلة، وعلى القول بأن المراد إظلالهم بها فمعنى: «تضع أجنحتها» على هذا القول، بأن المراد يوضع الأجنحة فرشها.

حكى النووي: أن رجلاً سمع هذا الحديث فجعل في نعليه مسامير من حديد، وقال أريد أن أطأ بهما أجنحة الملائكة، فوقعت الأكلة رجليه.

وحكي عن بعضهم أنه قال: كنا نمشي إلى بعض المحدثين فقال رجل: ارفعوا أقدامكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها كالمستهزئ، فما زال من موضعه حتى يبست رجلاه.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه -: «لأن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» حديث متفق عليه (١) .

وقال أيضا لمعاذ - رضي الله عنه - لما بعثه إلى اليمن: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها» رواه أحمد (٢) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيء، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص آثامهم شيئاً» رواه مسلم (٣) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مات بن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/١٣٥٧، رقم ٣٤٩٨) ، ومسلم في صحيحه (٤/١٨٧٢، رقم ٢٤٠٦) . وأخرجه أيضاً: النسائي في السنن الكبرى (٥/١١٠، رقم ٨٤٠٣) ، وابن حبان في صحيحه (١٥/٣٧٧، رقم ٦٩٣٢) عن سهل بن سعد.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٥/٢٣٨، رقم ٢٢١٢٧) ، قال الهيثمي (٥/٣٣٤) : رجاله ثقات إلا أن ذويد بن نافع لم يدرك معاذاً.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه (٤/٢٠٦٠، رقم ٢٦٧٤) . وأخرجه أيضاً: أبو داود في سننه (٤/٢٠١، رقم ٤٦٠٩) ، والترمذي في سننه (٥/٤٣، رقم ٢٦٧٤) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه في سننه (١/٧٥، رقم ٢٠٦) ، وأحمد في سننه (٢/٣٩٧، رقم ٩١٤٩) ، وأبو يعلى في مسنده (١١/٣٧٣، رقم ٦٤٨٩) ، وابن حبان في صحيحه (١/٣١٨، رقم ١١٢) ، والدارمي في سننه (١/١٤١، رقم ٥١٣) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>