للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: ما أوسع من الأرض؟ قال: الحق.

الثالثة: ما أغنى من البحر؟ قال: القلب الغني.

الرابعة: ما أبرد من الثلج؟ قال: طلب الحاجة من الصديق ولم يقضها.

الخامسة: ما أحر من النار؟ قال: الحسد.

السادسة: ما أقسى من الحجر؟ قال: قلب الكافر.

السابعة: ما أذل من اليتيم؟ قال النمام عند المقابلة.

وقال الرازي في التفسير: أربع لا ينبغي للشريف أن يأنف فيها وإن كان أميراً قيامة من مجلسه لأبية، وخدمته لضيفه، وخدمته للعالم الذي يتعلم منه، وسؤاله عما لا يعلم ممن هو أعلم منه.

وقال ابن مسعود: منهومان لا يشبعان طالب العلم وطالب الدنيا، وهما لا يستويان، أما طالب العلم فيزداد في رضا الرحمن، وأما طالب الدنيا فيزداد في الطغيان، ثم قرأ: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ? [فاطر: ٢٨] ثم قرأ: ?كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى? [العلق: ٦، ٧] .

قال ابن عباس رضي الله عنهما: العلم أفضل من المال.

لأن العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الفراعنة.

ولأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال.

ولأن العلم لا يعطيه الله إلا لمن يحبه، والمال يعطيه من يحب ومن لا يحب.

ولأن العلم لا ينقص بالبذل والإنفاق، والمال ينقص بهما.

ولأن صاحب المال إذا مات انقطع ذكره، والعالم إذا مات فذكره باق.

ولأن صاحب المال يسأل عن كل درهم من أين أكتسبه وأين أنفقه، وصاحب العلم له بكل حديث درجة في الجنة.

وحكي عن عبد الله بن المبارك أنه كان في حال الموت ورجل عنده يكتب له العلم، فقيل له في مثل هذه الحالة؟

فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم تبلغني بعد.

ويقال: إن العلماء سرج الأزمنة، فكل عالم مصباح أهل زمانه يستضئ به أهل عصره (١) .


(١) انظر: إحياء علوم الدين (١/٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>