للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودفنت بالبقيع وعليها قبة عظيمة بقرب سيدنا عثمان، وسنذكر في كتاب الجنائز حكمة عصر القبر للآدمي، وفوائد متعلقة بذلك إن شاء الله تعالى.

ومن فضائل علي - رضي الله عنه -: أنه أول من أسلم على قول، وقيل: أول أسلم أبو بكر، وقيل: خديجة، وقيل: زيد بن حارثة، وقيل: بلال.

قال العراقي: والصواب التفصيل، وهو أن يقال: أول من أسلم من الرجال: أبو بكر. ومن النساء: خديجة. ومن الصبيان: على. ومن العبيد: بلال. ومن الموالي: زيد بن حارثه.

واختلف في عمره لما أسلم فقيل: كان عمره سبع سنين، وقيل: تسعة، وقيل: عشر، وقيل غير ذلك.

وكان يقول: سبقتكم إلى الإسلام طراً صغيراً ما بلغت أوان حلمي (١) .

وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء قاله الطبري (٢) .

ومن فضائله: أنه أول من صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال المحب الطبري: قال علي: «صليت قبل أن يصلي الناس بسبع سنين» (٣) .

وفي رواية: «صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين قبل أن يصلي معنا أحد من الناس» (٤) أخرجه أحمد.

وجاء في حديث عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لقد صلت الملائكة عليَّ وعلى علي لأنا كنا


(١) انظر التحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي (٢/٢٣٥) .
(٢) ورد في ذلك أثر عن علي بن أبي طالب حيث قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين وأسلمت يوم الثلاثاء. أخرجه أبو يعلى (١/٣٤٨، رقم ٤٤٦) ، قال الهيثمي (٩/١٠٢) : فيه مسلم بن كيسان الملائي وقد اختلط.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى (٥/١٠٦، رقم ٨٣٩٥) ، وابن ماجه (١/٤٤، رقم ١٢٠) ، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/٢٠) : إسناد صحيح رجاله ثقات. والحاكم (٣/١٢٠، رقم ٤٥٨٤) ، وابن أبي شيبة (٦/٣٦٨، رقم ٣٢٠٨٤) .
(٤) ما وقفنا عليه في مسند الإمام أحمد (١/٩٩، رقم ٧٧٦) . عن حبة العرني قال رأيت عليا رضي الله عنه ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصلي ببطن نخلة فقال ماذا تصنعان يا بن أخي فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام فقال ما بالذي تصنعان بأس أو بالذي تقولان بأس ولكن والله لا تعلوني أستي أبداً وضحك تعجباً لقول أبيه ثم قال: اللهم لا أعترف أن عبداً لك من هذه الأمة عبدك نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>