للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيري فحركته فسقط فأتته، فوضعت إبهام رجلها عليه فساخ سم بين ظفرها ولحمها واسودت رجلها وماتت، فنزلت هذه الآية ?أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ المَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ? (١) .

قال العلماء: أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - في الغار ثلاثة أيام وأبو بكر - رضي الله عنه - كل وقت من هذه الأيام الثلاثة عنده حزن خوف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول له: يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا أو كما قال، وقد أشار إلى ذلك أبو بكر بقوله:

قال النبي ولم يجزع يوقرني ... ونحن في سدف من ظلمة الغار

لا تخش شيئًا فإن الله ثالثنا ... وقد توكل لنا منه بإظهار

بعد الثالث خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه من الغار.

فائدة: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول حكاه ابن الجوزي عن الكلبي.

وقيل: خرج منه ليلة الاثنين أربع ليال خلون من ربيع الأول قاله ابن الملقن عن ابن سعد في الطبقات (٢) .

وساروا والدليل أمامهم حتى مروا بمكان يقال له قديد يوم الثلاثاء، وهناك خيمة منصوبة لامرأة يقال لها: أم معبد واسمها عاتكة (٣)

، وهي جالسة في خيمتها وعندها شاة ضعيفة مهزولة تخلفت عن المراعي لشدة هزالها، وذهب زوجها ببقية الأغنام إلى المرعي فاستضافها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي لا تعرفه، فقال لها: يا أم معبد هل عندك من لبن؟ فقالت: لو كان ما أحوجتكم إلى الطلب، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما في هذه الشاة لبن؟ فقالت: إنها هزيلة تختلف عن المرعى لذلك، فقال: أتأذنين لي في حلابها؟ قالت: والله ما ضربها من فحل قط فشأنك وإياها، فدعا بها فمسح رسول


(١) انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (٣/٢٨٩) .
(٢) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (١/٢٣٢) ذكره من قول عبد الملك بن وهب بلاغاً.
(٣) ترجم لها ابن حبان في الثقات (٣/٣٢٥، ترجمة: ١٠٦٧) ونسبها فقال: أم معبد الخزاعية التي نزل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اسمها: عاتكة بنت خالد بن خليف ويقال بنت خالد بن خلف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس الكعبية من خزاعة.
وانظر ترجمتها في الاستيعاب (٤/١٨٧٦، ترجمة: ٤٠٢٣) ، وفي الإصابة لابن حجر (٨/٣٠٥، ترجمة: ١٢٢٥٩) وحديث الهجرة المروي عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>