للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هبّت بنصركم الرياح الأربع ... وجرت بسعدكم النجوم الطّلّع

واستبشر الفلك الأثير تيقناً ... أن الأمور إلى مرادك ترجع

وأمدّك الرحمن بالفتح الذي ... ملأ البسيطة نوره المتشعشع

لم لا وأنت بذلت في مرضاته ... نفساً تفدّيها الخلائق أجمع

ومضيت في نصر الإله مصمّماً ... بعزيمةٍ كالسيف بل هي أقطع

لله جيشك والصوارم تنتضى ... والخيل تجري والأسنّة تلمع

من كلّ من تقوى الإله سلاحه ... ما إن له غير التوكّل مفزع

لا يسلمون إلى النوازل جارهم ... يوماً إذا أضحى الجوار يضيّع ومنها يصف انهزام العدو:

إن ظنّ أن فراره منجٍ له ... فبجهله قد ظنّ ما لا ينفع

أين المفرّ ولا فرار لهاربٍ ... والأرض تنشر في يديك وتجمع

أخلفية الله الرضى هنّيته ... فتحٌ يمدّ بما سواه (١) ويشفع

فلقد كسوت الدين عزّاً شامخاً ... ولبست منه أنت ما لا يخلع

هيهات سرّ الله أودع فيكم ... والله يعطي من يشاء ويمنع

لكم الهدى لا يدّعيه سواكم ... ومن ادعاه يقول ما لا يسمع

إن قيل من خير الخلائق كلّها ... فإليك يا يعقوب تومي الإصبع

إن كنت تتلو السابقين فإنّما ... أنت المقدّم والخلائق تبّع

خذها أمير المؤمنين مديحةً ... من قلب صدقٍ لم يشنه تصنّع

واسلم أمير المؤمنين لأمةٍ ... أنت الملاذ لها وأنت المفزع

فالمدح منّي في علاك طبيعةٌ ... والمدح من غيري إليك تطبّع

وعليك يا علم الهداة تحيةٌ ... يفنى الزمان وعرفها يتضوّع


(١) الديوان: بمثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>