للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره، وخرج من بغداد رسولاً عن أمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي رضي الله تعالى عنه إلى صاحب إفريقية المعز بن باديس، واجتمع مع أبي العلاء المعري بالمعرة، وأنشده قصيدة لامية يمدح بها صاحب حلب، فقبل عينيه، وقال له: لله أنت من ناظم، وخرج من إفريقية من أجل فتنة العرب، وخيم عند المأمون ابن ذي النون بطليطلة (١) ، وله فيه أمداح كثيرة، ومن فرائد شعره قوله (٢) :

يا ليل ألاّ انجليت عن فلق ... طلت ولا صبر لي على الأرق

جفا لحاظي (٣) التغميض فيك فما ... تطبق أجفانها (٤) على الحدق

كأنني صورةٌ ممثّلةٌ ... ناظرها الدّهر غير منطبق وقال:

يزرع ورداً ناضراً ناظري ... في وجنة كالقمر الطالع

أمنع أن أقطف أزهاره ... في سنّة المتبوع والتّابع

فلم منعتم شفتي قطفها ... والحكم أن الزرع للزارع هكذا نسبها له غير واحد كابن سعيد كتيلة (٥) ، وبعضهم ينسبها للقاضي عبد الوهاب.

قلت: وقد أجاب عنها بعض المغاربة بقوله:

سلّمت أنّ الحكم ما قلتم ... وهو الذي نصّ عن الشارع


(١) كان دخوله طليطلة يوم الجمعة لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ٤٥٤.
(٢) الذخيرة: ٧٥.
(٣) الذخيرة: جفوني.
(٤) الذخيرة: تسبل أشفارها.
(٥) في ق: وأبو كيلة، وقد اضطربت في النسخ بين: كتيلة، كثيلة، كتبلة، كما جاء موضعها

<<  <  ج: ص:  >  >>