للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشمس تجنح للغروب مريضةً ... والرًعد يرقي والغمامة تنفث والقائل:

لله نهرٌ سال في بطحاء ... أشهى وروداً من لمى الحسناء

متعطّفٌ مثل السّوار كأنّه ... والزهر يكنفه مجرّ سماء

قد رقّ حتى ظنّ قرصاً مفرغاً ... من فضةٍ في بردة خضراء

وغدت تحفّ به الغصون كأنّها ... هدبٌ تحفً بمقلةٍ زرقاء

ولطالما أعطيت فيه مدامةً ... صفراء تخضب أيدي الندماء

والريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء والقائل:

حثّ المدامة والنّسيم عليل ... والظلّ خفاق الرواق ظليل

والرّوض مهتزّ المعاطف نعمةً ... نشوان تعطفه الصّبا فيميل

ريّان فضّضه الندى ثمّ انجلى ... عنه فذهّب صفحتيه أصيل والقائل:

أذن الغمام بديمةٍ وعقار ... فامزج لجيناً منهما بنضار

واربع على حكم الربيع بأجرعٍ ... هزج الندامى مفصح الأطيار

متقسّم الألحاظ بين محاسنٍ ... من ردف رابيةٍ وخصر قرار

نثرت بحجر الروض فيه يد الصّبا ... درر الندى ودراهم الأنوار

وهفت بتغريدٍ هنالك أيكةٌ ... خفّاقةٌ بمهبّ ريح عرار

هزّت له أعطافه ولربّما ... خلعت عليه ملاءة النوّار (١)


(١) م: الأنوار.

<<  <  ج: ص:  >  >>