للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأغيدٍ طاف بالكؤوس ضحىً ... وحثّها والصّباح قد وضحا

والروض أهدى لنا شقائقه ... وآسه العنبريّ قد نفحا

قلنا: وأين الأقاح قال لنا ... أودعته ثغر من سقى القدحا

فظلّ ساقي المدام يجحد ما ... قال فلما تبسّم افتضحا وقال:

أديراها على الروض المندّى ... وحكم الصبح في الظّلماء ماضي

وكأس الرّاح تنظر عن حبابٍ ... ينوب لنا عن الحدق المراض

وما غلبت نجوم الأفق لكن ... نقلن من السماء إلى الرّياض وقال:

ورياضٍ من الشقائق أضحت ... يتهادى بها نسيم الرياح

زرتها والغمام يجلد منها ... زهرات تروق لون الراح

قلت: ما ذنبها فقال مجيباً: ... سرقت حمرة الخدود الملاح فانظر كيف زاحم بهذا الاختيال المخترعين وكيف سابق بهذا اللفظ المبتدعين وهل منكم من برع في أوصاف الرياض والمياه وما يتعلق بذلك فانتهى إلى راية السباق، وفضح كل من طمع بعده في اللحاق، وهو أبو إسحاق ابن خفاجة القائل (١) :

وعشيّ أنسٍ أضجعتنا نشوةٌ ... فيها يمهّد مضجعي ويدمّث

خلعت عليّ بها الأراكة ظلّها ... والغصن يصغي والحمام يحدّث


(١) م: في قوله؛ وأشعار ابن خفاجة هذه في ديوانه: ١٨٥، ٣٥٦، ٢٥٤، ٢٩١، ١٤٠، ١١٩، ٢٣٥، ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>