للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وواعدتها والشمس تجنح للنّوى ... بزورتها شمساً وبدر الدّجى يسري

فجاءت كما يمشي سنا الصبح في الدّجى ... وطوراً كما مرّ النسيم على النّهر

فعطّرت الآفاق حولي فأشعرت ... بمقدمها والعرف يشعر بالزهر

فتابعت بالتقبيل آثار سعيها ... كما يتقصّى قارئٌ أحرف السطر

فبتّ بها والليل قد نام والهوى ... تنبّه بين الغصن والحقف والبدر

أعانقها طوراً وألثم تارةً ... إلى أن دعتنا للنوى راية الفجر

ففضّت عقوداً للتعانق بيننا ... فيا ليلة القدر اتركي ساعة النفر وهل منكم من قيد بالإحسان فأطلق لسانه الشكر، فقا وهو ابن اللبانة (١) :

بنفسي وأهلي جيرةٌ ما استعنتهم ... على الدّهر إلا وانثنيت معانا

أراشوا جناحي ثمّ بلّوه بالنّدى ... فلم أستطع من أرضهم طيرانا ومن يقول لقد قطع عنه ممدوحه ما كان يعتاده منه من الإحسان، فقابل ذلك بقطع مدحه له، فبلغه أنه عتبه على ذلك، وهو ابن وضاح (٢) :

هل كنت إلاّ طائراً بثنائكم ... في دوح مجدكم أقوم وأقعد

إن تسلبوني ريشكم وتقلّصوا ... عنّي ظلالكم فكيف أغرّد وهل منكم شاعر رأى الناس قد ضجّوا من سماع تشبيه الثغر بالأقاح، وتشبيه الزهر بالنجوم، وتشبيه الخدود بالشقائق، فتلطف لذلك في أن يأتي به في منزع يصير خلقه في الأسماع جديداً، وكليله في الأفكار حديداً، فأغرب أحسن إغراب، وأعرب عن فهمه بحسن تخيله أنبل إعراب، وهو ابن الزقاق (٣) :


(١) البيتان في عنوان المرقصات: ٣٦.
(٢) عنوان المرقصات: ٣٨.
(٣) مقطوعات ابن الزقاق هذه في ديوانه: ١٢٤، ١٩٧، ١٢٥ وفيه التخريجات.

<<  <  ج: ص:  >  >>