للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الارتياح عن شراب الراح وهو ابن شهيد في قوله (١) :

ولمّا تملأّ من سكره ... ونام ونامت عيون الحرس

دنوت إليه على رقبةٍ (٢) ... دنوّ رفيقٍ درى ما التمس

أدبّ إليه دبيب الكرى ... وأسموا إليه سموّ النفس

أقبل منه بياض الطّلى ... وأرشف منه سواد اللّعس

فبتّ به ليلتي ناعماً ... إلى أن تبسم ثغر الغلس وقد تناول هذا المعنى ابن أبي ربيعة على عظم قدره وتقدمه فعارض الصهيل بانهاق، وقابل العذب بالزعاق، فقال وليته سكت:

ونفضتّ عنّي العين أقبلت مشية ال ... حباب وركني خيفة القوم أزور وأنا أقسم (٣) لو زار جملٌ محبوبة له لكان ألطف في الزيارة من هذا الأزور الركن المنفض للعيون، لكنه إن أساء هنا فقد أحسن في قوله (٤) :

قالت لقد أعييتنا حجّة ... فأت إذا ما هجع الساهر

واسقط علينا كسقوط الندى ... ليلة لا ناهٍ ولا زاجر ولله در محمد ابن سفر (٥) أحد شعرائنا المتأخرين عصراً المتقدمين قدراً، حيث نقل السعي إلى محبوبته فقال وليته لم يزل يقول مثل هذا، فبمثله ينبغي أن يتكلم، ومثله يليق أن يدون:


(١) في قوله: سقطت من م.
(٢) في الأصول: على قربه.
(٣) م: أقسم أن.
(٤) ينسب هذا الشعر لوضاح اليمن.
(٥) أبو الحسين محمد بن سفر (أو صفر) شاعر المرية في عصره؛ انظر المغرب ٢: ٢١٢ والتحفة: ١٠١ والوافي ٣: ١١٤ والنفح ج: ١ ص: ٤٧٦، وقد نسب المريني في النفح وعنوان المرقصات وأغلب الظن أن صوابه " المريي " نسبة إلى بلده المرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>