للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عارضٌ أقبل في جنح الدّجى ... يتهادى كتهادي ذي الوجى

بدّدت (١) ريح الصّبا لؤلؤه ... فانبرى يوقد عنها سرجا ومثل قول أبي حفص ابن برد (٢) :

وكأنّ الليل حين لوى ... ذاهباً (٣) والصبح قد لاحا

كلّةٌ سوداء أحرقها ... عامدٌ أسرج مصباحا وهل منكم من وصف ما تحدثه الخمرة من الحمرة على الوجنة بمثل قول الشريف الطليق (٤) :

أصبحت شمساً وفوه مغربا ... ويد الساقي المحيّي مشرقا

وإذا ما غربت في فمه ... تركت في الخدّ منه شفقا بمثل هذا الشعر (٥) فليطلق اللسان ويفخر (٦) كل إنسان.

وهل منكم من عمد إلى قول امرؤ (٧) القيس:

سموت إليها بعد ما نام أهلها ... سموّ حباب الماء حالاً على حال فاختلسه اختلاس النسيم لنفحة الأزهار، واستلبه (٨) بلطفٍ استلاب ثغر الشمس لرضاب طل الأسحار، فلطفه تلطيفاً يمتزج بالأرواح، ويغني في


(١) الذخيرة: أتلفت.
(٢) البيتان في الذخيرة ١ / ٢: ٤٨ وعنوان المرقصات: ٢٢.
(٣) الذخيرة: هاربا.
(٤) من قصيدة أورد أكثرها ابن بسام في الذخيرة ١ / ٢: ٨١ - ٨٢.
(٥) ب: الشاعر.
(٦) ب م: ويفخر على.
(٧) هذا هو ما ذكره ابن شهيد نفسه (الذخيرة ١ / ١: ٢٤٤ - ٢٤٥) .
(٨) ق: وسلبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>