للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى بغداد، ولقي أبا نواس، قال له: أنشدني لأبي الأجرب، قال: فأنشدته، ثم قال: أنشدني لبكر الكناني، فأنشدته، وهذان شاعران من الأندلس.

[حكايات واشعار أندلسية]

واعلم أنا إن تتبعنا كلام الأندلسيين وحكاياتهم الدالة على سبقهم طال بنا الكتاب، ولم نستوف المراد، فرأينا أن نذكر بعضاً من ذلك بحسب ما اقتضاه الحال وأبداه، ليكون عنواناً دالاً على ما عداه:

يكفي من الحلي ما قد حف بالعنق ... ١ - ولنبدأ ما نسوقه من أخبار الأندلسيين وأشعارهم وحكاياتهم في الجد والهزل، والتولية والعزل، بقول الفقيه الزاهد أبي عمران موسى بن عمران المارتلي (١) ، وكان سكن إشبيلية:

لا تبك ثوبك إن أبليت جدّته ... وابك الذي أبلت الأيام من بدنك (٢)

ولا تكوننّ مختالاً بجدّته ... فربّما كان هذا الثوب من كفنك

ولا تعفه إذا أبصرته دنساً ... فإنما اكتسب الأوساخ من درنك (٣) ٢ - وقال أبو عمرو (٤) اليحصبي اللوشي:

شرّد النوم عن جفونك وانظر ... حكمةً توقظ النفوس النياما


(١) المارتلي ويكتب أيضا الميرتلي نسبة إلى بلده " حصن مارتلة " من حصون باجة؛ أحد شعراء الزهد بالأندلس؛ توفي سنة ٦٠٤ (انظر المغرب ١: ٤٠٦ والغصون اليانعة: ١٣٥ والتكملة: ٦٨٧) وله شعر كثير في شرح الشريشي على المقامات.
(٢) م: جسدك.
(٣) م ق: بدنك.
(٤) ق ب: عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>