للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣ - وقال أبو الفضل ابن شرف (١) :

لعمرك ما حصلت على خطيرٍ ... من الدنيا ولا أدركت شيّا

وها أنا خارجٌ منها سليباً ... أقلّب نادماً كلتا يديّا

وأبكي ثمّ أعلم أنّ مبكا ... ي لا يجدي فأمسح مقلتيّا

ولم أجزع لهول الموت لكن ... بكيت لقلّة الباكي عليّا

وأنّ الدهر لم يعلم مكاني ... ولا عرفت بنوه ما لديّا

زمانٌ سوف أنشر فيه نشراً ... إذا أنا بالحمام طويت طيّا

أسرّ بأنّني ساعيش ميتاً ... به ويسوءني أن متّ حيا ١٤ - وقال الزاهد العارف بالله سيدي أبو العباس ابن العريف نفعنا الله تعالى به (٢) :

سلو عن الشوق من أهوى فإنّهم ... أدنى إلى النفس من وهمي ومن نفسي

فمن رسولي إلى قلبي ليسألهم ... عن مشكلٍ من سؤال الصبّ ملتبس

حلّوا فؤادي فما يندى، ولو وطئوا ... صخراً لجاد بماء منه منبجس

وفي الحشا نزلوا والوهم يجرحهم ... فكيف قرّوا على أذكى من القبس

لأنهضنّ إلى حشري بحبّهم ... لا بارك الله فيمن خانهم ونسي قلت: لقد زرت قبره المعظم بمراكش سنة عشر وألف، وهو ممن


(١) راجع أبياته في التكملة: ٨٧٠.
(٢) أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي المشهور بابن العريف؛ صاحب كتاب " محاسن المجالس " اختار طريقة الزهد والتصوف، وصادف ذلك ظهور جماعة من المتصوفة بمدينة شلب وانتشر مذهبهم فيها وفي لبلة ومارتلة، ثم تفرقوا ووصل رئيسهم إلى المرية وفيها شيخ المتصوفة ابن العريف، فوجه علي بن يوسف اللمتوني في طلبه وطلب أبي الحكم ابن برجان، فتوفيا بمراكش سنة ٥٣٧ (أو ٥٣٦) . انظر وفيات الأعيان ١: ١٥١ وأعمال الأعلام: ٢٤٨ - ٢٤٩ والمغرب ٢: ٢١١ وبغية الملتمس ص: ١٥٤ والصلة: ٨٤ والمطرب: ٩٠ ومعجم الصفدي: ١٨ والتحفة: ١٧ والوافي: ٨ الورقة: ٥٠ وأبياته في المغرب والمطرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>