للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم تقبل الدنيا على ناسكٍ ... إلا وبالرحب تلقّاها

وإنّما يعرض عن وصلها ... من صرفت عنه محيّاها ٩ - وقال أبو القاسم ابن بقي:

ألا إنّما الدنيا كراحٍ عتيقةٍ ... أراد مديروها بها جلب الأنس

فلمّا أداروها أثارت حقودهم ... فعاد الذي راموا من الأنس بالعكس ١٠ - وقال أبو محمد عبد الله بن العسال الطليطلي (١) :

انظر الدّنيا فإن أب ... صرتها شيئاً يدوم

فاغد منها في أمانٍ ... إن يساعدك النعيم

وإذا أبصرتها من ... ك على كرهٍ تهيم (٢)

فاسل عنها واطّرحها ... وارتحل حيث تقيم ١١ - وقال ابن هشام القرطبي:

وأبي المدامة ما أريد بشربها ... صلف الرقيع ولا انهماك اللاهي

لم يبق من عهد الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلاّ هي

إن كنت أشربها من غير وفائها ... فتركتها للناس لا لله ١٢ - وقال أبو محمد ابن السيد البطليوسي مما نسبه إليه في " المغرب (٣) ":

أخو العلم حيٌّ خالدٌ بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم

وذو الجهل ميتٌ وهو ماشٍ على الثرى ... يظنّ من الأحياء وهو عديم


(١) انظر ما تقدم ص: ٢٠٨.
(٢) م ق: تقيم.
(٣) ليسا في ترجمته في المغرب (١: ٣٨٥) وهما في أزهار الرياض ٣: ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>