كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس

الباب السابع - في نبذة مما من الله تعالى به على أهل الأندلس من توقد الأذهان، وبذلهم - ج: 3 - ص: 227

٤ - وقال الخطيب أبو محمد ابن برطله:

بأربعةٍ أرجو نجاتي وإنّها ... لأكرم مذخورٍ لديّ وأعظم

شهادة إخلاصي وحبي محمداً ... وحسن ظنوني ثم أنّي مسلم ٥ - وقال ابن حبيش:

قالوا تصبّر عن الدنيا الدنيّة أو ... كن عبدها واصطبر للذّل واحتمل

لا بدّ من أحد الصبرين، قلت: نعم ... الصبر عنها بعون الله أوفق لي ٦ - وقال ابن الشيخ:

اطلب لنفسك فوزها واصبر لها ... نظر الشفيق وخف عليها واتّق

من ليس يرحم نفسه ويصدّها ... عمّا سيهلكها فليس بمشفق ٧ - وقال أبو محمد القرطبي (١) :

لعمرك ما الدنيا وسرعة سيرها ... بسكّانها إلا طريق مجاز

حقيقتها أن المقام بغيرها ... ولكنّهم قد أولعوا بمجاز ٨ - وقال السمسير (٢) :

لله في الدّنيا وفي أهلها ... معمّياتٌ قد فككناها

من بشرٍ نحن فمن طبعنا ... نحبّ فيها المال والجاها

دعني من الناس ومن قولهم ... فإنّما النّاسك خلاّها (٣)

---

(١) هو عبد الله بن الحسن بن أحمد الأنصاري القرطبي أبو محمد (انظر ترجمته في الذيل والتكملة ٤: ١٩١ والتكملة: ٨٧٩ وتذكرة الحفاظ: ١٣٩٦ وبرنامج الرعيني: ١٤١) والبيتان البرنامج والذيل: ٢١٠.
(٢) في الأصول ودوزي: الشميس؛ وصوبناه.
(٣) في ب: الناس أخلاها.