للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبهتها بالثغور من لطف ... حسبك هذا من بر (١) من لطفا

جاز ابن ذكوان في مكارمه ... حدود كعبٍ وما به وصفا

قدّم درّ الرّياض منتخباً ... منه لأفراس مدحه علفا

أكلٌ ظريفٌ وطعم ذي أدبٍ ... والفول يهواه كلّ من ظرفا

رخّص فيه شيخٌ له قدرٌ ... فكان حسبي من المنى وكفى ٣٠ - وقال ابن بسام (٢) : إن جماعة من أصحاب ابن شهيد المذكور قالوا له: يا أبا عامر، إنك لآتٍ بالعجائب، وجاذب بذوائب الغرائب، ولكنك شديد الإعجاب بما يأتي منك، هازٌّ لعطفك عند النادر يتاح لك، ونحن نريد منك أن تصف لنا مجلسنا هذا، وكان الذي طلبوه منه زبدة التعنيت، لأن المعنى إذا كان جلفاً ثقيلاً على النفس، قبيح الصورة عند الحس، كلت الفكرة عنه وإن كانت ماضية، وأساءت القريحة في وصفه وإن كانت محسنة، وكان في المجلس بابٌ مخلوع معترض على الأرض ولبد أحمر مبسوط قد صففت خفافهم (٣) عند حاشيته، فقال مسرعاً:

وفتيةٍ كالنجوم حسناً ... كلّهم شاعرٌ نبيل

متّقد الجانبين ماضٍ ... كأنّه الصارم الصّقيل

راموا انصرافي عن المعالي ... والغرب من دونها كليل (٤)

فاشتدّ في إثرها (٥) فسيحٌ ... كلّ كثيرٍ له قليل

في مجلس زانه التصابي ... وطاردت وصفه العقول


(١) دوزي: رفد.
(٢) بدائع البدائه ٢: ٣٢؛ وانظر الذخيرة ٤ / ١: ٢٧.
(٣) ب: قد رصت؛ البدائع: نعالهم.
(٤) في الأصول قليل، والتصويب عن البدائع والذخيرة؛ وفي الأصول أيضا: عن دونها.
(٥) في الأصول: فالشد في أمرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>