للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّما بابه أسيرٌ ... قد عرضت (١) دونه مصول

يراد منه المقال قسراً ... وهو على ذاك لا يقول

ننظر من لبده لدينا ... بحر دمٍ تحتنا يسيل

كأنّ أخفافنا عليه ... مراكب ما لها دليل

ضلّت فلم تدر أين تجري ... فهل على شطّه تقيل فعجب القوم من أمره، ثم خرج من عندهم فمر على بعض معارفه من الطرائفيين وبين يديه زنبيل ملآن حرشفاً (٢) ، فجعل يده في لجام بغلته، وقال: لا أتركك أو تصف الحرشف، فقد وصفه صاعد فلم يقل شيئاً، فقال له ابن شهيد: ويحك! أعلى مثل هذه الحال قال: نعم، فارتجل (٣) :

هل أبصرت عيناك يا خليلي ... قنافذاً تباع في زنبيل

من حرشفٍ معتمدٍ جليل ... ذي إبرٍ تنفذ جلد الفيل

كأنّها أنياب بنت (٤) الغول ... لو نخست في است امرئ ثقيل

لقفزته نحو أرض النّيل ... ليس يرى طيّ حشا منديل

نقل السّخيف المائن الجهول ... وأكل قومٍ نازحي العقول

أقسمت لا أطعمها أكيلي ... ولا طعمتها على شمولي انتهى.

٣١ - وقال في " بدائع البدائه " (٥) : دخل الوزير أبو العلاء زهر ابن الوزير أبي مروان عبد الملك ابن زهر على الأمير عبد الملك ابن رزين في مجلس أنس، وبين يديه ساق يسقي خمرين من كأسه ولحظه، ويبدي درين من حبابه


(١) ب: عارضت.
(٢) ب: زنبيل حرشف.
(٣) الذخيرة ٤ / ١: ٢٨.
(٤) ب ودوزي: نبت.
(٥) بدائع البدائه ٢: ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>