للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علّقته متعلّقاً ... بالخطّ معتكفاً عليه

حمل الدواة ولا دوا ... ء لعاشق يرجى لديه

فدماء حبّات القلو ... ب تلوح صبغاً في يديه

لم أدر ما أشكو إلي ... هـ أهجره أمقلتيه

والحبّ يخرسني على ... أنّي ألكّع سيبويه

ما لي إذا أبصرته (١) ... شغلٌ سوى نظري إليه وقد آن وقت الرجعة إلى كلام الأندلسيين الذين حلا، وأبعدنا عنه بما مر النجعة، فنقول:

٣٣ - ذكر الفتح في قلائد العقيان، كما قال ابن ظافر، ما معناه (٢) : أخبرني الوزير أبو عامر ابن بشتغير أنه حضر مجلس القائد أبي عيسى ابن لبون في يوم سفرت فيه أوجه المسرات، ونامت عنه أعين المضرات، وأظهرت سقاته غصوناً تحمل بدوراً، وتطوف من المدام بنار مازجت من الماء نوراً، وشموس الكاسات تطلع في أكفها كالورد في السوسان، وتغرب بين أقاحي نجوم الثغور فتذبل نرجس الجفان، وعنده الوزير أبو الحسن ابن الحاج اللورقي، وهو يومئذ قد بذل الجهد، في التحلي بالزهد، فأمر القائد بعض السقاة أن يعرض عليه ذهب كاسه، ويحييه بزبرجد آسه، ويغازله بطرفه ويميل عليه بعطفه، ففعل ذلك عجلاً، فأنشد أبو الحسن مرتجلاً:

ومهفهفٍ مزج الفتور بشدّةٍ ... وأقام بين تبذّلٍ وتمنّع

يثنيه من فعل المدامة والصّبا ... سكران سكر طبيعةٍ وتطبّع

أوما إليّ بكأسه فكففتها ... ورنا فشفّعها بلحظٍ مطمع


(١) البدائع: قابلته.
(٢) بدائع البدائه ٢: ٨٧؛ والقلائد: ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>