للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والله لولا أن يقال هوى الهوى ... منه بفضل عزيمةٍ وتورّع

لأخذت في تلك السبيل بمأخذي ... فيما مضى ونزعت فيها منزعي ٣٤ - وحكى الحميدي (١) أن عبد الملك ابن إدريس الجزيري كان ليلة بين يدي الحاجب ابن أبي عامر والقمر يبدو تارة، ويخفيه السحاب تارة، فقال بديهاً:

أرى بدر السّماء يلوح حيناً ... فيبدو ثمّ يلتحف السحابا

وذاك لأنّه لمّا تبدّى ... وأبصر وجهك استحيا فغابا

مقالٌ لو نما عنّي إليه ... لراجعني بتصديقي جوابا ٣٥ - وكان صاعد اللغوي (٢) صاحب كتاب " الفصوص " - وقد تكرر ذكره في هذا الكتاب - كثيراً ما يمدح بلاد العراق بمجلس المنصور ابن أبي عامر، ويصفها ويقرظها، فكتب الوزير أبو مروان عبد الملك ابن شهيد والد الوزير أبي عامر أحمد ابن شهيد صاحب الغراءب، وقد تقدم بعض كلامه قريباً، إلى المنصور في يوم برد - وكان أخص وزرائه به - بهذه الأبيات:

أما ترى برد يومنا هذا ... صيّرنا للكمون أفذاذا

قد فطرت صحّة الكبود به ... حتى لكادت تعود أفلاذا

فادع بنا للشّمول مصطلياً ... نغذّ سيراً إليك إغذاذا

وادع المسمّى بها وصاحبه (٣) ... تدع نبيلاً وتدع أستاذا

ولا تبال أبا العلاء زها ... بخمر قطربّلٍ وكلواذا

ما دام من أرملاط مشربنا ... دع دير عمّى وطيزناباذا (٤)


(١) جذوة المقتبس: ٢٦٢؛ وبدائع البدائه ٢: ٩٦.
(٢) بدائع البدائه ٢: ١٠٣؛ والذخيرة ٤ / ١: ١٦.
(٣) يريد غلاما اسمه " شمول ".
(٤) سقط هذا البيت من م.

<<  <  ج: ص:  >  >>