للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا قاضٍ له خلق ... أقلّ ذميمه النّزق

إذا جئناه يحجبنا ... فنلعنه ونفترق وهو تلميح مليح، سامح الله تعالى الجميع.

٤٨ - وقال أبو جعفر الكاتب القرطبي الربضي (١) :

وأبي المدامة ما أريد بشربها ... صلف الرقيع ولا انهماك اللاهي

لم يبق من عصر الشباب وطيبه ... شيء كعهدي لم يحل إلاّ هي

إن كنت أشربها لغير وفائها ... فتركتها للناس لا لله وبعضهم ينسبها لأبي القاسم عامر بن هشام، والصواب - كما قال ابن الأبار (٢) - الأول.

وقال أبو جعفر المذكور في فوارة رخام كلفه وصفها والي قرطبة (٣) :

ما شغل الطّرف مثل فائرة ... تمجّ صرف الحياة من فيها

اشرب بها والحباب في جذل ... يظهره حسنها ويخفيها

تكاد من رقّةٍ تضمنها ... تخطبها العين إذ توافيها

كأنّها درّةٌ منعّمةٌ ... زهراء قد ذاب نصفها فيها ومن شعره أيضاً:


(١) انظر ما سبق ص: ٢٢٨، وأبو جعفر هذا هو أحمد بن عبد الرحمن اللخمي الكاتب من أهل قرطبة ويعرف بالربضي لسكناه بالربض الشرقي منها؛ توفي سنة ٦١٠ (المقتضب من تحفة القادم: ١٢٦) .
(٢) قال ابن الأبار: وهذه الأبيات قد أنشدنيها بعض الأعلام لأبي القاسم عامر بن هشام وإنما هي لأبي جعفر هذا أنشدنيها صاحبنا أبو الحسن حازم بن محمد الأديب ... إلخ (الوافي ٧: ٢٤ نقلا عن التحفة ولم يرد في المقتضب) .
(٣) الأبيات في الوافي ٧: الورقة ٢٤؛ وكذلك الأبيات التي تليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>