للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم أهجر لعتبٍ، غير أنّي ... أضرّت بي معاقرة العقار (١)

وإنّ الخمر ليس لها خمارٌ ... يبرّح بي فكيف مع الخمار

وهل أنسى لديك نعيم عيشٍ ... كوشي الخدّ طرّز بالعذار

وساعاتٍ يجول اللهو فيها ... مجال الطلّ في حدق البهار (٢)

وإن يك فرّ عنك اليوم جسمي ... فديت فما لقلبي من فرار

وكنت على البعاد أجلّ شيء ... لديّ فكيف إذ أصبحت جاري وكان أبو العطاف إذا ورد إشبيلية رسولاً قد سأله أن يريه شيئاً من شعره فمطله به، حتى كتب إليه شعراً يستبطئه، فأجابه ابن زيدون في العروض والقافية (٣) :

أفدتني (٤) من نفائس الدّرر ... ما أبرزته غوائص الفكر

من لفظةٍ قارنت نظائرها ... قران سقم الجفون للحور وهي أكثر مما ذكر (٥) .

وكتب رحمه الله تعالى - أعني ذا الوزارتين ابن زيدون - إلى ولادة (٦) :

أضحى التّنائي بديلاً من تدانينا ... وناب عن طيب دنيانا تجافينا

ألا وقد حان صبح الليل صبّحنا ... حينٌ فقام بنا للحين ناعينا

من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم ... حزناً مع الدهر لا يبلى ويبلينا

أنّ الزمان الذي ما زال يضحكنا ... أنساً بقربهم قد عاد يبكينا

غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا ... بأن نغصّ فقال الدهر آمينا


(١) هذا البيت والذي يليه سقطا من ب.
(٢) في الأصول: الظل ... النهار، والتصويب عن الديوان.
(٣) الديوان ٢٠٦.
(٤) ب: أفادني.
(٥) هي في عشرين بيتا.
(٦) ديوان ابن زيدون: ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>