للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت له الشمس ظئراً في تكلّله ... بل ما تجلّى لها إلاّ أحايينا

كأنما أثبتت في صحن وجنته ... زهر الكواكب تعويذاً وتزيينا

ما ضرّ أن لم نكن أكفاءه شرفاً ... وفي المودة كافٍ من تكافينا

يا روضةً طالما أجنت لواحظنا ... ورداً جلاه الصّبا غضّاً ونسرينا

ويا حياةً تملّينا بزهرتها ... منىً ضروباً ولذّاتٍ أفانينا

ويا نعيماً خطرنا من غضارته ... في وشي نعمى سحبنا ذيله حينا

لسنا نسمّيك إجلالاً وتكرمةً ... وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا

إذا انفردت وما شوركت في صفةٍ ... فحسبنا الوصف إيضاحاً وتبيينا

يا حنّة الخلد أبدلنا بسلسلها ... والكوثر العذب زقّوماً وغسلينا

كأننا لم نبت والوصل ثالثنا ... والسعد قد غضّ من أجفان واشينا

سرّان في خاطر الظّلماء تكتمنا ... حتى يكاد لسان الصّبح يفشينا

لا غرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت ... عنه النّهى وتركنا الصّبر ناسينا

إنّا قرأنا الأسى يوم النّوى سوراً ... مكتوبةً وأخذنا الصبر تلقينا

أمّا هواك فلم نعدل بمشربه ... شرباً وإن كان يروينا فيظمينا

لم نجف أفق جمالٍ أنت كوكبه ... سالين عنه ولم نهجره قالينا

ولا اختياراً تجنّبناك عن كثبٍ ... لكن عدتنا على كرّه عوادينا

نأسى عليك إذا حثّت مشعشعةً ... فينا الشمول وغنّانا مغنّينا

لا أكوس الرّاح تبدي من شمائلنا ... سيم ارتياحٍ ولا الأوتار تلهينا

دومي على العهد ما دمنا محافظةً ... فالحرّ من دان إنصافاً كما دينا

فما استعضنا خليلاً عنك يحبسنا ... ولا استفدنا حبيباً عنك يغنينا

ولو صبا نحونا من أفق مطلعه ... بدر الدّجى لم يكن حاشاك يصبينا

أبلي وفاءً وإن لم تبذلي صلةً ... فالطّيف يقنعنا والذكر يكفينا

وفي الجواب متاعٌ لو شفعت به ... بيض الأيادي التي ما زلت تولينا

عليك منّي سلام الله ما بقيت ... صبابةٌ بك نخفيها وتخفينا

<<  <  ج: ص:  >  >>