للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تهنئة بمولود، قال ابن دحية (١) : وهذا أبدع ما قيل في هذا المعنى:

أصاخت الخيل آذاناً لصرخته ... واهتزّ كلّ هزبرٍ عندما عطسا

تعشّق الدرع مذ شدّت لفائفه ... وأبغض المهد لمّا أبصر الفرسا

تعلّم الركض أيّام المخاض به ... فما امتطى الخيل إلاّ وهو قد فرسا ٥٦ - وقال الوزير الكاتب أبو عامر السالمي (٢) في غلام يرش الماء على خديه فتزداد حمرتهما:

لقد نعمت بحمّامٍ تطلّع في ... أرجائه قمرٌ والحسن يكمله

أبصرته كلّما راقت محاسنه ... ونعمة الجسم والأرداف تخذله

يرشّ بالماء خدّيه فقلت له: ... صف لي لما أحمر الياقوت تصقله

فقال: طرفي سفّاكٌ بصارمه ... دماء قومٍ على خدّي فأغسله وقال أيضاً (٣) :

أوقد النار بقلبي ... ثمّ هبّت ريح صدّه

فشرار النار طارت ... فانطفت في ماء خدّه وهو تخييل عجيب.

٥٧ - وقال ابن الحناط المكفوف الأندلسي في المعنى المشهور (٤) :

لم يخل من نوب الزمان أديب ... كلاّ فشأن النائبات عجيب

وغضارة الأيّام تأبى أن يرى ... فيها لأبناء الذكاء نصيب


(١) المطرب: ٧٦.
(٢) المطرب: ٧٧ والشعر ليس للسالمي، وإنما أنشده السالمي وهو لأبي الحسين ابن مظفر.
(٣) المطرب: ٧٨؛ وهذا الشعر صحيح النسبة للسالمي.
(٤) الذخير ١ / ١: ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>