للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كسوتني من ثياب السّقم أسبغها ... ظلماً وصيّرت من لحف الضنى فرشي

أنّى بصرف الهوى عن مقلةٍ كحلت ... بالسّحر منك وخدٍّ بالجمال وشي

لمّا بدا الصّدغ مسودّاً بأحمره ... أرى التشاكل (١) بين الروم والحبش

أوفى إلى الخدّ ثمّ انصاع منعطفاً ... كالعقربان انثنى من خوف محترش

لو شئت زرت وسلك الليل (٢) منتظمٌ ... والأفق يختال في ثوبٍ من الغبش

جفا إذا التذّت الأجفان طيب كرىً ... جفني (٣) المنام وصاح الليل: يا قرشي

هذا وإن تلفت نفسي فلا عجبٌ ... قد كان قتلي في تلك الجفون حشي ٥٤ - وكان لابن الحاج صاحب (٤) قرطبة ثلاثة أولاد من أجمل الناس صورة: رحمون، وعزون، وحسون، فأولع بهم الحافظ الشهير أبو محمد ابن السيد البطليوسي صاحب " شرح أدب الكاتب " وغيره وقال فيهم:

أخفيت سقمي حتى كاد يخفيني ... وهمت في حبّ عزّونٍ فعزّوني

ثمّ ارحموني برحمونٍ وإن ظمئت ... نفسي إلى ريقٍ حسّونٍ فحسّوني قال: ثم خاف على نفسه، فخرج عن قرطبة، وهو القائل:

نفسي الفداء لجؤذرٍ حلو اللّمى ... مستحسنٍ بصدوده أفناني

في فيه سمطا جوهرٍ يروي الظّما ... لو علّني ببروده أحياني وهذان البيتان تخرج منهما عدة مقطعات كما لا يخفى.

٥٥ - وقال أبو بكر محمد ابن أحمد الأنصاري الإشبيلي المعروف بالأبيض،


(١) الديوان: التسالم.
(٢) الديوان: النجم.
(٣) الديوان: صبا........ جفا.
(٤) انظر أزهار الرياض ٣: ١٠٢، ١٣٤؛ والقطعة الثانية تنفك منها ست قطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>