للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا غزالاً أصارني ... موثقاً في يد المحن

إنّني مذ هجرتني ... لم أذق لذة الوسن

ليت حظّي إشارةٌ ... منك أو لحظةٌ تعنّ (١)

شافعي يا معذبي ... في الهوى وجهك الحسن

كنت خلواً من الهوى ... وأنا اليوم مرتهن

كان سرّي مكتّماً ... وهو الآن قد علن

ليس لي عنك مذهبٌ ... فكما شئت لي فكن وقال رحمه الله تعالى (٢) :

أيوحش لي الزمان وأنت أنسي ... ويظلم لي النهار وأنت شمسي

وأغرس في محبّتك الأماني ... وأجني الموت من ثمرات غرسي

لقد جازيت غدراً عن وفائي ... وبعت مودّتي ظلماً ببخس

ولو أنّ الزمان أطاع حكمي ... فديتك من مكارهه بنفسي (٣) ومحاسن ابن زيدون كثيرة، وقد ذكرنا منها في غير هذا المحل جملة.

وسألت جارية من جواري الأندلس ذا الوزارتين أبا الوليد ابن زيدون أن يزيد على بيت أنشدته إياه، وهو (٤) :

يا معطشي من وصالٍ كنت وارده ... هل منك لي غلّةٌ إن صحت: وا عطشي قال: وكانت الجارية المذكورة تتعشق فتىً قرشياً، والوزير يعلم ذلك، وهي لا تعلم أنه يعلم، فقال:


(١) الديوان: عنن.
(٢) الديوان: ١٨٥.
(٣) استطردت نسخة م بعد هذا البيت بإيراد أشعار أخرى لابن زيدون وذكر ترجمته من القلائد.
(٤) ديوان ابن زيدون: ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>