للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما شقّ وجنته عابثاً ... ولكنّها آيةٌ للبشر

جلاها لنا الله كيما نرى ... بها كيف كان انشقاق القمر وقال أيضاً (١) :

بأبي وغير أبي أغنّ مهفهفٌ ... مهضوم ما خلف الوشاح خميصه

لبس السّواد (٢) ومزّقته جفونه ... فأتى كيوسف حين قدّ قميصه وقال أيضاً (٣) :

سقتني بيمناها وفيها فلم أزل ... يجاذبني من ذا ومن هذه سكر

ترشّفت فاها إذ ترشّفت كأسها ... فلا والهوى لم أدر أيهما الخمر وقال (٤) :

رقّ النسيم وراق الروض بالزّهر ... فنبّه الكأس والإبريق بالوتر

ما العيش إلاّ اصطباح الراح أو شنبٌ ... يغني عن الراح من سلسال ذي أشر

قل للكواعب غضّي للكرى مقلاً ... فأعين الزّهر أولى منك بالسّهر

وللصباح ألا فانشر رداء سناً ... هذا الدجى قد طوته راحة السّحر (٥)

وقام بالقهوة الصهباء ذو هيفٍ ... يكاد معطفه ينقدّ بالنظر

يطفو عليها إذا ما شجّها دررٌ ... تخالها اختلست من ثغره الخصر

والكأس من كفّه بالراح محدقةٌ ... كهالةٍ أحدقت في الأفق بالقمر


(١) الديوان: ١٩٦ والمطرب: ١٠٣ والشريشي ٢: ١٦٤ والمغرب ٢: ٣٣٤.
(٢) الديوان: الفؤاد.
(٣) ديوان ابن الزقاق: ١٧٨ والمطرب: ١٠٤ والفوات ٢: ١٢٦ والوافي: ١٣٤.
(٤) الديوان: ١٧٣ والمطرب: ١٠٦ والمغرب ٢: ٣٣٢.
(٥) الديوان: لوته راحة السمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>