للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ولد موسى على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام:

توريد خدّك للأحداق لذّات ... عليه من عنبر الأصداغ لامات

نيران هجرك للعشّاق نار لظىً ... لكن وصالك إن واصلت جنّات

كأنما الراح والراحات تحملها ... بدور تمٍّ وأيدي الشّرب هالات

حشاشةٌ ما تركنا الماء يقتلها ... إلاّ لتحيا بها منّا حشاشات

قد كان من قبلها في كأسها ثقلٌ ... فخفّ إذ ملئت منها الزجاجات وقد تبارى المشارقة والمغاربة من المتقدمين والمتأخرين في هذا الوزن والقافية، ولولا خوف السآمة لذكرت من ذلك الجملة الشافية الكافية (١) .

٦٨ - ومن سرعة جواب أهل الأندلس (٢) أن ابن عبد ربه كان صديقاً لأبي محمد يحيى القلفاط الشاعر، ففسد ما بينهما بسبب أن ابن عبد ربه صاحب العقد (٣) مر به يوماً وكان في مشيه اضطراب، فقال: أبا عمر ما علمت أنك آدر إلا اليوم لما رأيت مشيك، فقال له ابن عبد ربه: كذبتك عرسك أبا محمد، فعز على القلفاظ كلامه، وقال له: أتتعرض للحرم والله لأرينك كيف الهجاء، ثم صنع فيه قصيدة أولها:

يا عرس أحمد إني مزمعٌ سفرا ... فودّ عيني سرّاً من أبي عمرا ثم تهاجيا بعد ذلك، وكان القلفاظ يلقبه بطلاس لأنه كان أطلس اللحية، ويسمس كتاب العقد حبل الثوم، فاتفق اجتماعها يوماً عند بعض الوزراء، فقال الوزير للقلفاظ: كيف حالك اليوم مع أبي عمر فقال مرتجلاً:


(١) م: جملة كافية شافية.
(٢) بدائع البدائه ١: ٥١.
(٣) صاحب العقد: سقطت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>