للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهزّ معاني الشعر أغصان ظرفه ... ويمرح في ثوب الصبابة والوجد

وما نغّص العيش المهنّأ غير أن ... يمازجه تكليف ما ليس بالودّ

نظمنا من الخلاّن عقد فرائد ... ولما نجد إلاّك واسطة العقد

فماذا تراه لا عدمناك ساعةً ... فنحن بما تبديه في جنّة الخلد

ورشدك مطلوب وامرك نحوه ار ... تقابٌ وكلٌّ منك يهدي إلى الرشد فكان جوابه لهم:

هو القول منظوماً أو الدرّ في العقد ... هو الزّهر نفّاح الصبا أم شذا الودّ

أتاني وفكري في عقالٍ من الأسى ... فحلّ بنفث السّحر ما حلّ من عقد

ومن قبل علمي أين مبعث وجهه ... علمت جناب الورد من نفس الورد

وايقنت ان الدهر ليس براجع ... لتقديم عصرٍ أو وقوفٍ على حدّ

فكلّ أوانٍ فيه أعلام فضله ... ترادف موج البحر رداً إلى ردّ

فكم طيها من فائتٍ متردّم ... يهزّ بما قد أضمرت معطف الصّلد

قيا من بهم تزهى المعالي ومن لهم ... قياد المعاني ما سوى قصدكم قصدي

فسمعاً وطوعاً للّذي قد أشرتم ... به لا أرى عنه مدى الدهر من بدّ

فقوموا على اسم الله نحو حديقةٍ ... مقلّدة الأجياد موشية البرد

بها قبّةٌ تدعى الكمامة (١) فاطلعوا ... بها زهراً أذكى نسيماً من الندّ

وعندي ما يحتاج كلّ مؤمّلٍ ... من الرّاح والمعشوق والكتب والنرد

فكلٌّ إلى ماشاءه لست ثانياً ... عناناً له إنّ المساعد ذو الودّ

ولست خليّاً من تأنس قينةٍ ... إذا ما شدت ضلّ الخليّ عن الرشد

لها ولدٌ في حجرها لا تزيله ... أوان غناء ثمّ ترميه بالبعد

فيا ليتني قد كنت منها مكانه ... تقلّبني ما بين خصر إلى نهد

ضمنت لمن قد قال إنّي زاهدٌ ... إذا حلّ عندي أن يحول عن الزهد


(١) دوزي: الحمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>