للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحضر يوماً بين يدي المعتضد الباجي ملك إشبيلية وقد نثرت أمامه جملة من دنانير سكت باسمه، فأنشد:

قد فخر الدينار والدرهم ... لمّا علا ذين لكم ميسم

كلاهما يفصح عن مجدكم ... وكلّ جزءٍ منه فرد فم ومر فيها إلى أن قال في وصف الدنانير (١) :

كأنها الأنجم والبعد قد ... حقّق عندي أنّها الأرجم فأشار السلطان إلى وزيره، فأعطاه منها جملة، وقال له: بدل هذا البيت لئلا يبقى ذماً.

وكان يلقب بالحمار، ولذا قال فيه ابن عتبة الطبيب:

يا عير حمصٍ عيرتك الحمير ... بأكلك البرّ مكان الشّعير وهو أبو بكر محمد ابن الفقيه أبي العباس أحمد بن الصابوني شاعر إشبيلية الشهير الذكر، والذي أظهره مأمون بني عبد المؤمن، وله فيه قصائد عدة، منها قوله في مطلع:

استول سبّاقاً على غاياتها ... نجح الأمور يبين في بدآتها وله الموشحات المشهورة، رحمه الله تعالى.

٣٧٨ - ومن حكايات الصبيان أن ابن أبي الخصال (٢) ، وهو من شقورة، اجتاز بأبدة وهو صبي صغير يطلب الأدب، فأضافه بها القاضي ابن مالك،


(١) سقط هذا السطر من م.
(٢) الشريشي ١: ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>