للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وكانت بالأندلس شاعرة من اليهود يقال لها قسمونة بنت إسماعيل اليهودي، وكان أبوها شاعراً، واعتنى بتأديبها، وربما صنع من الموشحة قسماً فأتمتها هي بقسم آخر، وقال لها أبوها يوماً: أجيزي:

لي صاحبٌ مهجةٍ قد قابلت ... نعمى بظلمٍ (١) واستحلّت جرمها ففكرت غير كثير وقالت:

كالشمس منها البدر يقبس نوره ... أبداً ويكسف بعد ذلك جرمها فقام كالمختبل، وضمها إليه، وجعل يقبل رأسها، ويقول: أنت والعشر كلمات أشعر مني.

ونظرت في المرآة فرأت جمالها وقد بلغت أوان التزويج ولم تتزوج، فقالت:

أرى روضةً قد حان منها قطافها ... ولست أرى جانٍ يمدّ لها يدا

فوا أسفا يمضي الشّباب مضيّعاً ... ويبقى الّذي ماإن أسمّيه مفردا فسمعها أبوها، فنظر في تزويجها.

وقالت في ظبية عندها:

يا ظبيةً ترعى بروضٍ دائماً ... إنّي حكيتك في التوحّش والحور

أمسى كلانا مفرداً عن صاحبٍ ... فلنصطبر أبداً على حكم القدر ٣٨٢ - واستدعى أبو عبد الله محمد بن رشيق القلعي (٢) ظثم الغرناطي بعض أصحابه إلى أنس، بقوله:

سيدي عندي أتر ... جٌّ ونارنجٌ وراح


(١) في الأصول: ذو بهجة ... منعا بظهر.
(٢) ترجمته في المغرب ٢: ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>