للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجنى آسٍ وزهرٍ ... وحمانا لا يباح

ليس إلاّ مطربٌ يس ... لي النّدامى، والملاح

ومكانٌ لانهتاكٍ ... قد نأى عنه الفلاح

لا يرى يطلع فيه ... دون أكواسٍ صباح

فيه فتيانٌ لهم في ... لذة العيش جماح

طرحوا الدّنيا يساراً ... فاستراحت واستراحوا

لا كقومٍ أوجعتهم ... لهم فيها نباح وله:

قال العذول: إلى كم ... تدعو لمن لا يجيب

فقلت: ليس عجيباً ... أن لا يجيب حبيب

هوّن عليك فإنّي ... من حبّه لا أتوب قال أبو عمران ابن سعيد: دخلت عليه وهو مسجون بدار الأشراف بإشبيلية، وقد بقي عليه من مال السلطان اثنا عشر ألف دينار قد أفسدها في لذات نفسه، فلما لمحني أقبل يضحك ويشتغل بالنادر والحكايات الطريفة، فقلت له: قالوا: إنك أفسدت للسلطان اثني عشر ألف دينار، وما أحسبك إلا زدت على هذا العدد لما أراك فيه من المسرة والاستبشار، فزاد ضحكاً، وقال: يا أبا عمران، أتراني إذا لزمت الهم والفكر يرجع علي ذلك العدد الذي أفسدت ثم فكر ساعة وأنشدني (١) :

ليس عندي من الهموم حديثٌ ... كلّما ساءني الزمان سررت

أتراني أكون للدهر عوناً ... فإذا مسّني بضرّ ضجرت


(١) الأبيات في المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>