للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غمرةٌ ثم تنجلي فكأنّي ... عند إقلاع همّها ما ضررت ٣٨٣ - وقال النحوي اللغوي أبو عيسى لب بن عبد الوارث القلعي (١) :

بدا ألف التعريف في طرس خدّه ... فيا هل تراه بعد ذاك ينكر

وقد كان كافوراً فهل أنا تارك ... له عندما حيّاه مسك وعنبر

وما خير روضٍ لا يرفّ نباته ... وهل أفتن الأثواب إلاّ المشهر وقال:

أبى لي أن أقول الشّعر أنّي ... أحاول أن يفوق السحر شعري

وأن يصغي إليه كلّ سمعٍ ... ويعلق ذكره في كلّ صدر قال الحجاري: أخبرني أنه أحب أحد أولاد الأعيان ممن كان يقرأ عليه، فلما خلا به شكا إليه ما يجده، فقال له: الصبيان يفطنون بنا، فإذا أردت أن تقول شيئاً فاكتبه لي في ورقة، [قال] : فلما سمعت ذلك منه تمكن الطمع مني فيه، وكتبت له:

يا من له حسنٌ يفوق به الورى ... صل هائماً قد ظلّ فيك محيّرا

وامنن عليه بقبلةٍ أو غيرها ... إن كنت تطمع في الهوى أن تؤجرا وكتبت بعدها من الكلام ما رأيته، فلما حصلت الورقة عنده كتب إلي في غيرها: أنا من بيتٍ عادة أهله أن يكونوا اسم فاعل لا اسم مفعول، وإنما أردت أن يحصل عندي خطك شاهداً على ما قابلتني به لئلا أشكوك إلى أبي فيقول لي: حاش لله أن يقع الفقيه في هذا، وإنما أنت خبيث، رأيته يطالبك بالتزام الحفظ فاختلقت عليه لأخرجك من عنده، فأبقى معذباً معك ومعه، وإن


(١) ترجمته في المغرب ٢: ١٨٠ وبغية الوعاة: ٣٨٣ وفي المغرب أبياته الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>